في تطور مفاجئ وفي محاولة لتعويض خسائرها في مأرب، شنت مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أمس هجوما وبمساعدة من قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح على مديرية الوزاعية غرب تعز بالأسلحة الثقيلة والدبابات وسيطرت على المنطقة المتاخمة لباب المندب والمحاذية لمحافظة لحج الجنوبية. وقالت مصادر عسكرية ومحلية في المقاومة ل"الرياض" إن قوة عسكرية قدمت من معسكر خالد ابن الوليد في المخا إل جبل الياس حيث دارت اشتباكات مع المقاومة منذ فجر أمس الثلاثاء، وأكدت مصادر عسكرية أن هذا التحرك صوب رأس عمران وخور عميرة في لحج يمثل تهديدا خطيرا على لحج وعدن في نفس الوقت وعل الخط الساحلي في عدن عبر المضاربة خور العميرة، ويؤكد صوابية الطرح بضرورة التحرك السريع للحكومة والتحالف في تحرير تعز والتي تمثل البوابة المهمة نحو الجنوب، كون تأمين تعز يعني تأمين الجنوب. وقالت مصادر عسكرية ومحلية إن قوات ضخمة من الحوثيين قدمت من محافظة إب، في تحضير على مايبدو، لشن هجوم على جبهة الضباب لتأمين طريق نحو العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وحذرت المقاومة في وقت سابق، من تقدم القوات الحوثية في تعز واستمرار وصول التعزيزات العسكرية لها خاصة من إب، في ظل نقص الإمدادات التي تعاني منه المقاومة، ما ينذر بتكرار مسلسل احتلال مناطق جنوبية قد تكون عدن من بينها. ويتزامن هذا الهجوم في الوزاعية والتصعيد المستمر والهجمات المتكررة في الضباب، مع تصعيد كبير لمليشيات الحوثي وصالح في مدينة تعز والتي شهدت المنطقة الشرقية فيها أمس وخاصة ثعبات والجحملية ومحيط منزل صالح وحتى محيط القصر الجمهوري اشتباكات عنيفة وتبادلا للقصف المدفعي، فيما شن الحوثيون وقوات صالح قصفا عنيفا باستخدام صواريخ الكاتيوشا على هذه المناطق وأحياء سكنية أخرى أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. كما قصفت الميلشيات محطة توليد الكهرباء في منطقة عصيفرة وكذا جامع السعيد شمالي تعز. وكان أكثر من 20 قتلوا وجرح أكثر من 30 من مليشيا الحوثي وصالح في غارات لطيران التحالف ومواجهات مع المقاومة في تعز يوم الاثنين، كما قتل 6 وجرح 17 من المقاومة الشعبية في مواجهات اليوم مع الحوثيين وقوات صالح في ثعبات ومحيط منزل صالح وبريد كلابة والصفا في تعز. وقتل 2 مدنيين وإصابة 11 اخرين من جراء القصف العشوائي المستمر للحوثين وقوات صالح على الاحياء السكنية في تعز الاثنين. وكان طيران التحالف شن الاثنين غارات استهدفت عدة مواقع تمركز مليشيا الحوثي وصالح فيها وهي المحجر الجديد الواقع على خط المخا تعز، الدفاع الساحلي المخا، موقع الدفاع الجوي في المخا، منطقة البليلي استهدفت فيها مخزن سلاح جوار موقع الدفاع الساحلي المخا، منطقة واحجة الواقعة بين المخا وباب المندب الساحليتان تتبعان محافظة تعز. وذكرت مصادر محلية ان الطيران دمر عددا من الأليات العسكرية ودبابات للحوثيين وقوات صالح في منطقة واحجة والتي تعتبر منطقة تهريب ويقوم الحوثيون وقوات صالح بإخفاء الاليات العسكرية لهم بين الأشجار في هذه المنطقة الساحلية المفتوحة والتي تتعرض منذ ثلاثة أيام لقصف طيران التحالف، وفي مدينة تعز قصف الطيران الاثنين جبل الوعش شمال المدينة، والزنقل غرب المدينة، وتجمعات للحوثيين وقوات صالح في مدرسة ميلات الضباب وتم تدمير دبابة، كما قصف الطيران تبة المقبابة في منطقة الضباب جنوب غرب مدينة تعز. كما قصف نقطة الهنجر وتم تدمير فورد عليه 14.5 بالضباب، واستهدف الطيران ايضا تجمعات الميليشات في قرية الصياحي ومزرعة البيضاني في منطقك الربيعي. كما قصف تجمعات لهم في حي السلال شرق المدينة. وفي منطقة الدحي غربي تعز قتل سائق عربة وإعطاب سيارة هيلوكس تابع للميلشيا أثناء محاولاتهم التقدم باتجاه شارع غره وتم استهدافهم بنيران المقاومة، وفي منطقة الضباب سقط قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح وكذا من الجيش الوطني و المقاومة فيما تقدمت قوات الحوثي وصالح الى فندق الحرمين على الخط الرئيسي في الضباب، وكان الطيران كما أشرنا سابقا قصف عددا من المواقع والتجمعات لهم هناك. وفي مأرب وبعد التقدم الذي أحرزته القوات الشرعية وقوات التحالف، قال العميد ذياب المرادي قائد اللواء 148 في مأرب ل"الرياض" إن قوات الجيش الشرعية والمقاومة والمسنودة بقوات ودعم من التحالف العربي تمكن من السيطرة على سد مأرب التاريخي بالكامل، وتحريره من قوات الحوثي وصالح. وأكد المرادي أن قواتهم حققت تقدما كبيرا في معاركها ضد الانقلابين وسيطرت على عدد من التباب والمرتفعات منها تبة حمة المصارية الاستراتيجية وجبال "البلق"، و"الحصن الأثري"، و"المنصة؛، وتقدمت في منطقة "الجفينة"، بعد معارك عنيفة دامت عدّة أيام. هذا وشنت طائرات التحالف، صباح امس الثلاثاء، غارات جوية على مواقع للحوثيين في محافظات صنعاء وصعدة والحديدة، وذكرت مصادر محلية ان التحالف دك بأكثر من عشر غارات مواقع للحوثيين في الحديدة بالقرب من مقر الدفاع الجوي، وفي صنعاء جددت طائرات التحالف الثلاثاء قصفها على قاعدة الديلمي الجوية شمالي العاصمة صنعاء، وأفادت المصادر أن حوالي سبع غارات استهدفت القاعدة الجوية، في غارات تطالها بشكل شبه يومي منذ بدء العملية العسكرية لدول التحالف في اليمن في ال26 من مارس/ آذار الماضي. وفي نفس الوقت، شنت طائرات التحالف غارات على معسكر الخرافي غرب العاصمة. وفي محافظة صعدة قال مصدر محلي إن التحالف شن قرابة أربع غارات على مواقع حدودية يتمركز فيها الحوثيون. واستهدفت مقاتلات التحالف مساء الاثنين معكسر اللواء 26 في منطقة السوادية بمحافظة البيضاء بعدة غارات بعد أنباء عن تهريب بعض صواريخ سكود وصواريخ بالستية بهدف ضرب عدن، كما قصف الطيران مواقع للحوثين وقوات صالح في الملعب الرياضي ومبنى بيت الشباب في مدينة البيضاء، وفي محافظة حجة قصف الطيران بعض التجمعات ومنزل القيادي في حزب صالح والحليف القوي للحوثيين احمد الكحلاني. وفي عدن قتل أحد أفراد فريق نزع الألغام وأصيب اثنان آخران في انفجار لغم أرضي بمحيط مطار عدن الدولي جنوب اليمن، وذكرت مصادر أمنية بأن اللغم انفجر أثناء عمليات تمشيط للألغام بجوار سور مطار عدن الدولي، وأضافت ان فرق نزع الألغام نزعت كمية كبيرة من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثيين في أنحاء متفرقة من مدينة عدن والمحافظات المجاورة قبل هزيمتهم أمام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وقتل وأصيب العشرات في حوادث سببها انفجار ألغام أرضية زرعها الحوثيون في مدينة عدن ومناطق أخرى.