برعاية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، انطلق مهرجان الدوخلة في نسخته الحادية عشرة، مساء أمس الأول، بأوبريت ديرة تكبر بحضور محافظ القطيف خالد الصفيان، الذي افتتح المهرجان المنظم من قبل لجنة التنمية الاجتماعية الاهلية بسنابس بالتعاون مع بلدية المحافظة وإشراف هيئة السياحة، ويستمر حتى يوم الأحد المقبل.وشارك في تأدية الأوبريت الذي أخرجه الفنان محمد الحلال وكتبه ياسر الحسن أكثر من 50 طفلا وطفلة، أبدعوا في تأدية لوحات الأوبريت الذي صاغ أشعاره مالك فتيل ولحنها مخرج العمل محمد الحلال. انطلق الأوبريت بحادثة وقعت حوالي عام 1914 حين نزلت لأول مرة طائرة في حين لم تكن معروفة السيارة بعد، وقد لجأ المؤلف لهذه المقدمة ليؤكد المحلية والمكان الذي سيمثله ويجسد الوطن بأكمله، وهكذا افتتح النص بمجموعة من الأطفال (خمس بنات وخمسة أولاد) يلعبون في الديرة حين تهبط الطائرة وينزل منها الطيار ويسألهم عن المكان واسمه فيقولون اسمها الديرة، ويمر النص يبين معدن الشعب الذي يسكن الديرة في مرحلة ما قبل النفط وما بعد النفط، وهو شعب منتج ومسالم، ليمر بعد ذلك على تعكير صفو حياة هذا الشعب الطيب بالإرهاب، فيما يدعو النص في النهاية إلى التكاتف في سبيل الديرة (الوطن) التي تكبر وتزدهر. ويسجل للعمل الانسجام الداخلي الكبير من حيث الموضوع والرؤية الفنية والألحان والإخراج المبدع للفنان محمد الحلال، ومما يؤكد نجاح العمل المقدرة الفذة للمخرج لإدارة مجاميع من الممثلين والمؤدين على خشبة ضيقة بينهم عشرة أطفال، بحيث لم نرَ أي خلل أو ارتباك على الخشبة رغم ضيق الوقت المتاح لتقديم هذا العمل، الذي قال عنه مخرجه إنه لم يكن لديه أكثر من ثلاثة ممثلين منذ ثلاثة أسابيع، ومع ذلك فقد كانت حركة الممثلين على الخشبة منظمة بدقة وتجري بسلاسة رغم العدد الكبير من الممثلين الذين تواجدوا في أحيان كثيرة جميعهم على الخشبة. ولا بد لنا أن ننوه بالجهد الكبير الذي بذلته مساعدة المخرج السيدة أم زينب الكواي التي دربت الأطفال وفق تعليمات المخرج بحيث كانوا جزءاً منسجماً من العرض، والذين أدوا بعض الرقصات الجماعية وبعض الألعاب المحلية التراثية التي اعتاد الأطفال لعبها مما عزز الطابع المحلي للعمل. وعززت الإضاءة التي انسجمت مع الألحان والديكور وحركة الممثلين على الخشبة، رغم بساطة الديكور الذي اعتمد على خلفية مصورة فوتوجرافياً لـ(الديرة) وكذلك نموذج الطائرة، ونماذج من المرحلة النفطية، وكانت منسجمة مع العمل ككل. وشهد العمل تفاعلا كبيرا من الجمهور. فيما صعد بعد نهاية العرض محافظ القطيف خالد الصفيان ليهنئ المخرج وفريق العمل من ممثلين وفنيين. الأطفال يجسدون إحدى لوحات الأوبريت