أخشى ان يكون وزير العدل و وزير الأوقاف يعقوب الصانع قد تعرض الى ما يشبه بعملية غسيل دماغ في أثناء وجوده في الديار المقدسة لأداء فريضة الحج مع قوافل الحجيج الكويتيين لهذا العام ..؟؟!! واذا كنت أشك الا أني لا أستبعد سيما في ظل الأجواء الإيمانية التي تسودعادة أجواء الحج المليئة بالروحانيات و النفحات الأيمانية خصوصاً أذا إزدانها حضوراً علماء دين بضاعتهم المحاضرات و التفقه في المسائل الدينية ... نقول ذلك و أمامنا التصريح الصحفي الأخير للوزير الصانع في أثناء أستقباله للمهنئين بمناسبة عيد الأضحى المبارك حيث قال" مناهجنا بريئة من التطرّف و لن يكون هناك مساس بكتب العقيدة الاسلامية ..." هذا التصريح يتناقض (180) درجة عن جملة تصريحاته السابقة التي كان يحث بها على الاسلام الوسطي و محاربة التطرّف والغُلو، فأن قال أن مناهجنابريئة من التطرّف ، فلقد قاله قبله وزير التربية و التعليم العالي د.بدر العيسى عندما وقف في الجلسة قبل الاخيرة لمجلس الأمة و طمأن النواب حسب قوله ألا تطرف و لا غلو في مناهج التربية الاسلامية مع ان الغلو و التطرّف في المناهج واضحان لكل من يحمل في وجهه عين و في رأسه عقل و أما أن ينقلب يعقوب الصانع (180) درجة فلقد سبقه ألى ذلك أيضا زميله بدر العيسى ، و يبدو أن للكرسي الوزاري سحرا يطير العقول و يزغلل العيون ...!!! عندما يخوض الوزير الصانع في مناهج التربية الاسلامية فهو بذلك يخوض في مسألةٍ ليست من أختصاصه ذلك أن المناهج التعليمية من أختصاص وزير التربية لا وزير الأوقاف ، علاوة على أن من يبرأ المناهج من الغلو يفترض ان يكون قد راجع مناهج التربية الاسلامية من الألف ألى الياء بمعنى أنه قد قرأ و تفحص كتب التربية الاسلامية فصلاً فصلاً من سنة أولى أبتدائي الى السنة الاخيرة في التعليم العام فهل تأكدالوزيربعد فراءةٍ فاحصة و دقيقة للكتب المقررة ألا غلو في مناهجنا التعليمية فاي سبب جعله بان يدلي بدلوه في أمر ليس من شأنه ، هل هذا تدخل ، ام علمه الديني أغزر من علم زميله وزير التربية ، و للوزير الصانع و لزميله وزير التربية نقول لا أنت و لا هو من حقكما الأدلاء و الافتاء بخلو المناهج من التطرّف و الغلو فالمناهج التعليمية تصب في سياسة الدولة بمعنى أن الدولة هي التي تقرر السياسات العامة سواء التربوية او التعليمية أو الاجتماعية ....الخ و رغم ذلك نقول للوزير مناهجنا الدينية المدرسية مليئة بالتطرف و الغلو و مدرسون و أئمة مساجد غلاة متطرفون يعلمون أبناءنا التطرّف و الغلو في المدارس و المساجد و لو لم يكن كذلك لما كان لدينا متطرفون و غلاة و داعشيون ، في أحدى المدارس الأجنبية الخاصة يعلم مدرس التربية الاسلامية و هو من الجنسية المصرية الطلاب و الطالبات ان زيارة القبور حرام و يفرض عليهم بضم اليدين على الصدر في أثناء الصلاة فهل هذا من المنهج ام من خارج المنهج ، على الرغم من أن زيارة القبور ليس حراماً و ضم اليدين ليس فرضاً و لا تأخذ به كل المذاهب الأربعة لدى أهل السنة و الجماعة هذا فضلاً عن بقية المذاهب الاسلامية كالجعفرية و الزيدية و الاباظية ...الخ إذن التطرّف موجود و يمارس منهجياً و عملياْ و براءة المناهج الدينية من التطرّف و الغلو هو تكريس للغلو و التطرّف يا معالي وزير الأوقاف ...!!!! حسن علي كرم