علي سعيد اللماد لم يعد يخفى على مَنْ له عقل ما يفعله تنظيم داعش الإرهابي من تشويه للإسلام ومعانيه السامية والإساءة للمسلمين وربط كل أفعالهم بالإسلام والإسلام براء منهم. قال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ «الْهَرْجَ». قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ. قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ، إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفاً، قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضاً»، قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ». أخذ سعد ابن عمه إلى الصحراء قتله في منظر تجلت فيه كل معاني الانحطاط والتجرد من الإنسانية وانعدام الرأفة. خرج سعد في مبايعته للشيطان الأكبر بعبارات مهترئة ممزقة لا يجيد التحدث ولا الخطابة ولا يعي ما يقول. انتشار هذه الظاهرة بين فئة عمرية من الشباب لا تكمن فقط في استغلال الشباب المتحمسين، الذين لم تتجاوز أعمارهم عشرين عاماً. بل القضية أكبر من ذلك، كيف لشخص لديه العقل أن يُقدم على قتل والده أو أخيه أو ابن عمه أو أي مسلم كان في بلاد تحكم بشرع الله وسنة نبيه وتقيم العدل وكتاب الله دستورها. القضية ليست فقط غسلاً للأدمغة، بل تجاوزت ذلك إلى أبعاد أخرى ربما للسحر والشعوذة دور في ذلك. مهما كان تفكير الشخص، فإن الإسلام حرَّم قتل النفس بغير حق وقد ذكرها الله آية صريحة في كتابه الكريم حين قال: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ). الدواعش استباحوا دم المسلم والمعاهد واستباحوا بيوت الله والآمنين فيها. قاموا بتفجير أنفسهم والانتحار لترهيب الآمنين في بيوت الله. أساءوا لأنفسهم ثم لأهليهم. هناك حلقة مفقودة في هذه القضية ربما إن وجدت سوف تنحل هذه المعضلة. هذه الحلقة قد تكون أعمال سحر تعمل لهؤلاء الشباب. وإلا كيف لشخص أن يبايع زعيم عصابة لم يره من قبل ولا يعرف اسمه ولا نسبه ولم يسمعه يوماً يتحدث. وكيف أصبح كلام هذا الشيطان هو الصح وكلام الله ورسوله هو الباطل والعياذ بالله؟!.