يعرفون جيّداً أن الحج لبيت الله الحرام والمشاعر المقدّسة مرّة واحدة في حياة المُسلم لمن استطاع إليه سبيلا ومع هذا يكررون الرحيل تجاه مكة في كل موسم حج. نسمع هذه الأيام في اللقاءات التلفزيونية مع الحجاج حين يسأل المذيع عن شعور الحاج وهو يرى تلك الأماكن لأول مرّة فيُفاجأ بأنها ليست أول مرة يأتي إلى هنا بل سبق ذلك مرّة إن لم يكن مرات وخصوصاً للمقتدرين مادياً أو وجاهة اجتماعية من الأخوة العرب وغيرهم ممن يعشقون المباهاة بعدد مرات حجهم. يقول أحدهم: حجيت خمستاشر مره ولله الحمد والمنّة! وحتى ربعنا حين يقترب موسم الحج يغلبه الحنين للذهاب إلى هناك رغم أنه قد أدى الفريضة مرات عديدة. أما الأخوة المُقيمون فمحاولاتهم مستمرة لكسر شعار "لا حج بدون تصريح" فيستغلون الثغرات ويبتكرون الوسائل غير المشروعة للدخول إلى المشاعر رغم أنهم قد أدوا الفريضة أكثر من مرّة! ثم يأتي السؤال لماذا الافتراش وسدّ الطرقات وإرباك خطط الحج؟ يا سادة إذا كان كل ما يحتاجه المتسلل دون تصريح حج حتى لو أتى من أقاصي أطراف المملكة فقط قيمة وسيلة النقل من وإلى مكان إقامته أتراه يعاف مثل هذه الفرصة التي ربما لن تتكرر في حال نهاية عقد عمله في بلادنا؟ الأكل الفاخر والشراب المتنوع متوفر على الطرقات مجّاناً وفي كل الأوقات بفعل أهل الخير والجمعيات الإنسانيّة الفردية أمّا السُكنى ففي أسفل الكباري والجسور ناهيك عن الأشجار وظلال المخيمات. المواصلات ما بين المشاعر أسهل ما يُمكن فطرقات المشاة المعزولة عن السيارات توفر رحلات مقدوراً عليها مشياً على الأقدام فهل بعد هذا تفكير في عدم الإقدام على المغامرة بالذهاب وتكرار الحج؟ تحديد نسبة الحجيج من كل دولة وفرض الحصول على تصريح لحجاج الداخل يضمن عدم تكرار الحج إلا بعد مرور (5) سنوات وغيرها من التنظيمات لن تحدّ تماماً من حجاج التكرار السنوي المُرائي ربما. ولكن تغيير مفهوم الحج في أذهان هؤلاء هو الأولى والأجدر. محطّة القافلة: قلتُ لقناة الإخبارية السعودية حين طلب منّي المذيع التعليق على المطالبة بتنظيم الحج من قبل سلطات غير حكومة بلادنا بعد حادثة التدافع الذي وقع في مشعر منى: لسنا في موقع المُتّهم حتى ندافع عن موقفنا ويُفترض ألاّ نُلقي بالاً لما يقولون ولننصرف لإكمال المهمة النبيلة في خدمة ضيوف الرحمن فقافلة الإنجازات تسير. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net