×
محافظة المنطقة الشرقية

60 مصحفاً نادراً في مهرجان دوخلة القطيف

صورة الخبر

أمام 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة تعهدت الإمارات العربية المتحدة بعدم تجاهل أي دولة تتخلف عن مسيرة التنمية ومساعدة العالم للانتقال إلى مسار يدعم الاستدامة والمرونة، وستعمل إلى جانب الدول الأعضاء خلال الأعوام الخمسة عشر المقبلة للوصول إلى عالم خال من الفقر يتمتع مواطنوه بحقوقهم في التعليم والصحة، وعالم آمن تنعم مجتمعاته بالرفاهية والازدهار الاقتصادي في بيئة نظيفة مستدامة. تعهد يقول له الواقع الإنساني الممتد لدولة الإمارات عبر أقطار الدنيا صدقت فيما تعهدت به، وتشهد له آلاف المبادرات عبر تاريخ الدولة في شرق الأرض وغربها كان محورها الدعم الإنساني للتنمية في الدول وتحسين أوضاع المحتاجين، ونصرة المظلومين، والسعي الحثيث لجعل عالمنا أفضل وتعميم الخير لجميع أبناء الأرض. مبادئ تشرّبها الفكر الإماراتي فترجمها دون تردد منهجاً في العطاء أصبح علامة مميزة لأبناء الإمارات، يُعرفون بها في كل مكان، وآمنت بها القيادة الرشيدة فكان توفير الغذاء والتعليم والرعاية الصحية والنمو الاقتصادي المستدام والبيئة النظيفة محط اهتمامها. نريد عالماً أفضل، لا فقر ولا حروب ولا تلوث، عالماً يعيش فيه البشر بجوهر الإنسانية المظلل للجميع، لا أن يكون فناء البشر بعضهم لبعض هدفاً يضعه البشر نصب أعينهم، والبقاء للأقوى، نريد عالماً يأمن فيه أطفالنا على مستقبلهم، لا أن يكون الموت متربصاً بهم لا لسبب إلا لأحقاد المتسلقين والمنتفعين النهمين الذين لا تشبعهم الدنيا بتبرها وترابها، نريد عالماً يتوقف فيه نزيف الأرواح الظالم لتعرف الدنيا معنى الحياة، فقد سئم الناس دوامة القلق، وألقت هموم البشرية بظلالها الكئيبة على جميع العقلاء. هذا الهاجس، الحلم، نؤمن به في دولة الإمارات وبأنه ممكن التحقق إذا صدقت نوايا الدول، ونعمل على تحقيقه ونلتزم بذلك لأننا ندرك أن البقاء في الأرض هو للأنفع لا للأقوى، وأن من يعمل للإنسانية سينتصر في النهاية، ومن يعمل من أجل دمارها سيخسر لا محالة، وسيخسر كل شيء، وإن تلألأت في عينيه أوهام السيطرة والقوة. في كلمتها أمام قمة أهداف التنمية المستدامة 2015 التي نظمتها الأمم المتحدة على مدى ثلاثة أيام في مقرها بنيويورك، وضعت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي يدها على نقطة مهمة في فلسفة السعي الجاد الصادق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بكل فروعها بدءاً من القضاء على الفقر وانتهاء بضبط التدهور المناخي، وهي أن الأمر لا يتعلق أبداً بجمع المزيد من الموارد فحسب ولكنه يتعلق بمعالجة أسباب فشل الأساليب الحالية وإيجاد بيئة داعمة للتجارة والمبادلة من خلال خفض مخاطر الاستثمار وتعزيز فرص الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، وصياغة علاقات شراكة جديدة ومبتكرة للتمكن من الحصول على الموارد غير المستغلة واللازمة لتمويل التنمية والاستثمار في الدول، أي أن معاليها تؤكد أن العالم بحاجة إلى أكثر من مجرد جمع المساعدات، فهو بحاجة إلى خطط صادقة للنهوض بالدول والشعوب المحتاجة لأن تستثمر مواردها بذكاء، وأن تقدم نفسها لا بوصفها متلقيةً للمعونات من الدول الغنية، بل بوصفها شعوباً طامحة قادرة على العطاء والسعي الجاد للتنمية بمجرد أن يقف إلى جانبها ناصحون صادقون متعاونون ليربح الجميع، ويسعد الجميع. ستبقى دولة الإمارات على نهجها الإنساني الراسخ بمد يد العون للجميع، لأنها تؤمن بأن سعادة البشرية لا تكتمل إلا بأن تحب لغيرك ما تحب لنفسك، وأن تكره لغيرك ما تكره لنفسك، وهو مبدأ وإن كان صادقاً على مستوى أفراد الناس فإنه أشد صدقاً على مستوى الشعوب والدول، وفي تجارب التاريخ خير برهان.