يرصد باحث مصري نحو ثمانين قصيدة كتبها شعراء مصريون وعرب في مديح "سيدة الغناء العربي" أم كلثوم. من هؤلاء الشعراء من لم يقابلها، مثل جبران خليل جبران، وبعضهم تغنت بشعره بعد موته مثل أمير الشعراء أحمد شوقي (1868-1932) وآخرون لم تغن شيئا من قصائدهم مثل عباس محمود العقاد (1889-1964). والكتاب الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية يقع في 359 صفحة متوسطة القطع، ويضم قصائد كتبت بين عامي 1924 و2009 وبعضها نشر في دواوين، والآخر في دوريات. ويسجل إبراهيم عبد العزيز أبو زيد في كتابه "أم كلثوم في الشعر العربي" أن أحمد رامي هو أبرز شاعر عرف الجمهور قصائده عبر صوت أم كلثوم. ويعرض الكتاب قصائد في أم كلثوم كتبها شعراء من بلاد الشام، منهم أورخان ميسر، وزكي المحاسني، ورشاد علي أديب، ويوسف العظم، وعبد الفتاح كواملة. ومن السودان محمد المهدي المجذوب والهادي آدم مؤلف قصيدة "أغدا ألقاك"والذي رثاها بقصيدة عنوانها "يا أم كلثوم اغفري". ويسجل المؤلف نص قصيدة عنوانها "خرقة مطرزة قصيدة عن أم كلثوم" ترجمها سلمان مصالحة للشاعر الإسرائيلي روني سوميك الذي يروي فيها مشاهدته لأم كلثوم وهي تغني"عودت عيني على رؤياك". ويذكر الكاتب أن شوقي كتب أولى قصائده في أم كلثوم، في افتتاح معهد الموسيقى الشرقي بالقاهرة يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 1929، حيث خاطب ملك مصر آنذاك أحمد فؤاد قائلا "لما بنيت الأيك واستوهبته بعث الهزار وأرسل الورقاء" قاصدا بالهزار محمد عبد الوهاب وبالورقاء أم كلثوم. ويقول أبو زيد إن شوقي ذكر اسمها صريحا عام 1931 في قصيدته "سلوا كؤوس الطلا" التي كانت من بين بضع قصائد له غنتها أم كلثوم بعد وفاته. أما العقاد الذي لم تغن له أم كلثوم شيئا، فيورد المؤلف قصيدة له عنوانها أحد ألقاب أم كلثوم "كوكب الشرق" بمناسبة عودتها من مستشفى البحرية الأميركية، بعد أن أجريت لها عملية الغدة الدرقية عام 1949، وألقى العقاد قصيدته يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني1949 في حفل بمعهد الموسيقى العربية ويقول في مطلعها "هلل الشرق بالدعاء كوكب الشرق في السماء". أما شاعر المهجر جبران خليل جبران (1883-1931) فكتب قصيدة يخاطب فيها أم كلثوم قائلا "أنت نابغة الزمان بلغت من عليائه ما ليس يبلغ بالأماني". ويورد المؤلف قصائد في أم كلثوم كتبها عراقيون منهم معروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي، وجواد الشبيبي، ومحمد بهجة الأثري وإبراهيم الباجة جي وبدر شاكر السياب (1926-1964) أحد رواد الشعر الحر الذي كتب قبل موته بعام قصيدة "أم كلثوم والذكرى" ويقول في مطلعها "وأشرب صوتها فيغوص من روحي إلى القاع ويشعل بين أضلاعي غناء من لسان النار يهتف سوف أنساها وأنسى نكبتي بجفائها وتذوب أوجاعي".