بعد إطلاق التلفزيونات عالية الدقة High Definition ومن ثم فائقة الدقة Ultra HD، بدأت التقنيات تساهم في تطوير تجربة المشاهدة لا من ناحية الدقة، بل من حيث رفع جودة الصورة والألوان والسطوع، ليطلق عليها اسم «إس يو إتش دي» SUHD، والتي تهدف إلى رفع جودة الصورة المقدمة لا من ناحية الدقة فحسب، بل على جميع الأصعدة. وتستخدم هذه التلفزيونات تقنيات حديثة، مثل «كريستالات النانو» Nano Crystal التي بدأ تطويرها في عام 2002، لتنضج وتصبح جاهزة للاستخدام الآن. ويتزامن إطلاق هذه التقنية العام الحالي مع إطلاق المحتوى فائق الدقة على نطاق واسع من خلال أقراص «بلوراي» وتحميله عبر خدمات بث العروض عبر الإنترنت. * ألوان أكثر غنى وستتأثر جودة الصورة في نهاية المطاف من عملية الإنتاج وكيفية تطبيق هذه التقنية. أضف إلى ذلك أن «تقنية معالجة الصور» سترفع من جودة الصور أكثر من السابق، حيث سيعمل محرك SUHD الذكي لإعادة إنتاج جودة الصورة، وهي التقنية الخاصة التي تعرض أسلوب المخرجين السينمائيين، وتعمل على إعادة سطوع الألوان من المحتوى الأصلي. وبالنسبة لدرجة السطوع العالية، فتستطيع تلفزيونات SUHD التغلب على حدود تعبير السطوع، ويمكن عرض جميع أنواع الإضاءات، مثل ضوء الشمس المشرق أو النجوم المتلألئة في السماء ليلا، وذلك من خلال التحكم الآلي بالإضاءة الخلفية للمحتوى. وبالنسبة للغنى ودقة اللون، فيتم تطبيق تقنية إعادة توزيع الألوان بحيث يمكن تطوير المحتوى بشكل كامل والحصول على سلسلة واسعة من الألوان وبالتالي توسيع درجة السطوع في تلفزيون SUHD. ويتم كذلك تحويل المحتوى منخفض الدقة إلى محتوى عالي الدقة باستخدام البيانات من قائمة وحدات البيكسل لإعادة البيانات بيكسلات جديدة لتغطية الفارق في الدقة، الأمر الذي يترجم على شكل تفاصيل أكبر في عروض الفيديو. * تقنية ثورية وتحدثت «الشرق الأوسط» حصريا مع «جي إتش هان»، نائب الرئيس التنفيذي في «سامسونغ للإلكترونيات» الذي أكد أن تقنية (كريستالات النانو) تشير إلى بلورات أشباه الموصلات متناهية الصغر التي تنبعث منها ألوان مختلفة عندما تكون مضيئة، وتعادل كل بلورة واحدا على مائة ألف من قطر شعرة الإنسان. ويجب التنويه إلى أن هذه التقنية ليست تقنية أخرى منافسة لتقنيات «إل إي دي» LED أو «بلازما» أو «إل سي دي» LCD، على الرغم من أن «إل إي دي» هي بالأساس «إل سي دي»، بل هي عبارة عن تطوير لتقنية «إل إي دي» للتلفزيونات فائقة الدقة للسماح بعرض ألوان أكثر غنى من السابق. ومن جهته قال «قصي مختار»، مدير العلاقات العامة في «سامسونغ السعودية»: «العائق الأكبر أمام هذه التقنية كان في جعل جزيئات النانو تستقر، نظرا لحساسيتها تجاه الأكسجين والحرارة والمياه، الأمر الذي استغرق عامين من الأبحاث، للحصول على هذه التقنية الصديقة للبيئة. ويتم إضافة هذه الطبقة فوق شاشات الدقة الفائقة، بالإضافة إلى تزويد التلفزيون بالدارات الإلكترونية اللازمة لرفع جودة ألوان وسطوع وتباين الصورة وإعادة إنتاج الصور من جديد. وتوزع التقنية دقائق النانو الحمراء والخضراء بشكل متساو، والتي تعمل بكل سهولة على حماية الدقائق متناهية الصغر من التدهور عند تعرضها للأكسجين أو الضوء، مع الاستفادة من ثلاث طبقات واقية لكل جزء نانو مع كبسولة الحماية. وطورت «سامسونغ» هذه التقنية في مراكز أبحاثها واستطاعت الحصول على 150 براءة اختراع. ويذكر أن التلفزيونات التي تعمل بهذه التقنية متوافرة في الأسواق العربية بقطر 65 و85 و88 و105 و110 بوصات.