نشرت قبل أيـام الصحف العالمية صورا لإيفانكا ترمب مع مولودها الجديد جوزيـف في أحد مستشفيات نيويورك .. وإيفانكا هي ابنة البليونير الأمريكي والبيزنيس ماجنت الشهـير وتايكون العقار دونالد ترمب .. والشهـير بشخصيـته الفلامبوينت الناريـة في الصحف ووسائل الإعلام واشتـهـر في برنامج الأبرنتس برفـع سبابـته بطريـقة مسرحية لطـرد المتسابق الأقـل تأهـلا بكلمات: «يـو آر آوت»! ووالدتها هي عارضة الأزيـاء وسيدة الأعمال التشيكية الأصل إيفانا ترامب. ووالداها من عشاق الأضـواء ومن ألـمع شخصيات الهاي سوسايتي النيويوركية. والملفت في هذه الصور هي أنها عادية تماما. تظهـر فيها ايفانكا بملابس المستشفى البسيطة هي وطفلها وتبتـسم بوجه خال تقريـبا من المساحيق. وكانت حجرة المستشفى خالية إلا من أثـاث المستشفى غير المزيـن بشيء. أرجعني ذلك للقاء تلفزيوني مع ايفانكا شاهدته مـرة بالصدفة.. وقد همـمت بغلق التلفزيون وقتها لعدم اهتمامي .. ولكنني توقفت حينما سمعتـها تـتكلـم عن دراستها في جورج تاون وجامعة بنسلفانيا وتخرجها بأعلى تقديرات وتفاصيل تدرج عملها في امبراطورية والدها من قاع السلم لأعلاه فهي تعرف أدق تفاصيل إدارة الإمبراطورية فقد عملت في الباك اوفيس وفي الواجهة وبدأت أيضا عملها في إنتاج خط مجوهرات خاص بها وأدوات تجميل وغيرها. تحدثـت عن طموحها الشخصي المنفصل عن والدها وكان من الواضح جدا أنها شخصية متواضعة واقعية مختلفة تمام الاختلاف عن أبويها. بلا شك ساعدتها ظروفـها ولكنها فعلا فـتاة مجتـهـدة وذكية والاستماع إليها ممتـع. والسر احترام العمل الجاد والحرص على التفوق العلمي والعملي رغم عدم الحاجة المادية لذلك. ومن ناحية أخرى ربما نذكر قبل أشهـر الفرقعة الإعلامية بعد ولادة بيونسي المغنية الأمريكية لابنتـها بلو آيفي. فلم تخـل صحيفة أو مجلة أو قناة تلفزيونية من هذا الحدث لدرجة مملة. وقد قام مستشفى لينوكس هيل في نيويورك بتجهـيز جناح كامل وكأنه أحد فنادق الفورسيزونز للحدث .. ومنع الدخول لهذا الجناح بل وغطـيت كاميرات المراقبة فيه لتلافي أعين البابارازي ــ صحافة تعقب المشاهير ــ الفضولية. وقد هوجـمت بيونسيه وقتـها بشراسة من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي أدانت المستشفى لرضوخه لرغبات المغنية النوفوريش الحديثة النعمة ــ على قولتـهـم ــ . وغضبوا لأن المستشفى اعتذر عن استـقبال الكثـير من حالات الولادة لتفريـغ الجناح لبيونسيه وكيف أن الآخرين الذين كانوا في المستشفى وقتها رضخوا لعمليات تدقيق كلما دخلوا أو تحركوا في المستشفى وقد طلب منهم عدة مرات أن يلزموا أماكنـهـم ولا يتحركوا لأن بيونسيه وطاقمها سوف يمرون وهم لا يريدون أن يراهم أحد لدواعٍ أمنية. وقامت بيونسيه بتعيـين طاقم حراسة خاص بها بالإضافة إلى طاقم حراسة المستشفى الموجود . وأمرت بوضع مادة حاجبة للرؤيـة على كل النوافذ في جناحها وبتركيب باب مضاد للرصاص وعوازل للصوت في حجرتـها وتجهـيزات أخرى كلفت مبلغ مليون وثلاثمائة ألف دولار أمريكي لإقامة مدتـها (3) أيـام !. استفـزت هذه الأرقام المجتمع الأمريكي الذي يعاني من ويـلات البطالة والإفلاس في ظل الانهـيار العالمي الاقتصادي أو الجلوبال ايكونوميك داون تـيرن!. وقال الغاضبون إن «الكريديت كرنش» العالمي لم يطـل بيونسيه التي تغني للدكتاتوريـين وهي إشارة للحفل الذي أحيته في 2009 لابـن القذافي هنيبعل الذي يقال إنها قبضت فيه مليوني دولار .. صـرح بعدها مديـر أعمالها بأنها تـبرعت بهما لضحايا الزلزال الكاريبي في تاهيتي .. واللـه أعلم. طالب الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي بمنـع نشر هذه الأخبار الاستـفـزازيـة التي تـثير سخط العامة كما أدانوا المؤسسات الطبية التي أصبحت تجارية بشكل سافـر وتـقبـل أن تبـيـع سمعتـها الطبية مقابل المال وتـتحول إلى «سيرك» يستـعـرض فيه المغنون وعديمو الحياء ومحدثـو النعمة سفهـهـم وأعاجيـبـهـم. وأخذت أفكر كيف لو رأى بعض الناس ما يحدث في مستشفياتنا الخليجية من انقلابات لاستـقبال المواليد ــ وأنـا لست ضد الفـرح أو الاحتـفال المعـقـول ولمن استطاع أن يفعله بـلا إرهاق ميزانيته ــ ولكن بعض مارأيـت بعيني من مبالغات بتحويـل حجـرات المستشفى تحويـلا كاملا وتعيـين متخصصي حفلات لذلك وتجـهـيزات مهـولة من الأزهار المستوردة والأغذية المترفة التي تنتهي في المهـمـلات يحزنـني على حالنا ويخيفني من نقمة اللـه علينا. وللأسف تكون بعض الأسر التي تفعل ذلك غارقة في الديـون للغير ولبطاقات الائـتـمان. ولم لا نفعل ذلك .. هل بيونسيه أحسن مـنا ؟. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 100 مسافة ثم الرسالة