وزارة الإسكان من الوزارات الحديثة التي وجدت من أجل حل مشكلة مركبة يواجهها المواطن في الحصول على مسكن، ولم تترك الوزارة في الهواء، إذ تم دعمها بكل الإمكانيات والصلاحيات التي تيسر لها تحقيق الهدف الأساس من وجودها، إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يشي بأن الوزارة تحجل في مشيتها. وكل متابع للوزارة لا يعرف تحديدا أين تقبع المشكلة التي تؤخر تحقيق الهدف، وإن كانت المشكلة التي تجابه أي مشاريع هي نقص الموارد المالية، فإن وزارة الإسكان لديها تخمة مالية، إذ تم دعمها بمبلغ 250 مليار ريال، وهو مبلغ ينسف أي مبرر يدعي عدم وجود تمويل كافٍ لمشاريعها، وشكوتها من عدم وجود أراضٍ هي شكوى لا تستقيم مع الباحث عن حلول لمعضلة سكانية، إذ كان بالإمكان شراء أراضٍ وإقامة مشاريع إسكانية عمودية تمتص أعدادا مهولة وتتغلب على مشكلة عدم توفر الأرض، وكان بالإمكان أيضا أن تسهم في خلق مدن جديدة أو ضواحي للمدن الكبيرة بالبناء على الأطراف. وبالأمس، وأنا اقرأ حوارا مع رئيس الغرف التجارية اكتشفت سببا آخر لتأخر وزارة الإسكان عن الإسراع في مشاريعها، إذ يرى المهندس عبدالله المبطي أن الطريقة التقليدية التي تقوم بها وزارة الإسكان لن تحقق النتائج التي يأملها المواطن الذي يعاني من السكن. ومن الحلول التي اقترحها المهندس المبطي أهمية تغيير أساليب البناء والانتقال من البناء المسلح إلى البناء بواسطة المسلح الجاهز، واستخدام هذه الطريقة تتحقق من خلاله توفير الوقت، وفيه ضمان للجودة، وعدم الحاجة لأعداد كبيرة من العمالة، وأن العمل بهذا الأسلوب تتساوى قيمته مع قيمة الأسلوب المعمول به، كما أنه أسلوب يتناسب مع إمكانيات الوزارة بجهازها الإشرافي المتوفر.. ومن النصائح الموجهة للوزارة حاجتها إلى إدخال أطراف أخرى معها من القطاع الخاص لإقامة هذه المدن طبقا لآليات متعارف عليها دوليا، وهي خطوة مجربة ولا تحتاج أي اجتهادات. وأعتقد أن على وزارة الإسكان تلقف أي فكرة تعجل بإنجاز المشاريع السكنية لكي لا تظل تراوح في مكانها، بينما الناس يتكبدون مشقة البحث عن سكن.. ومعلوم أن الناس ملوا من تصريحات سوف نقيم وسوف نعمل وسوف ننهي، فالناس لا تريد تصريحات، بل تريد سكنا، فهل تستجيب الوزارة وتغير من أساليبها لكي تحقق حلم مواطن مل من الانتظار؟. Abdookhal2@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة