الحادثة التي وقعت صباح الجمعة عند مركز إيواء مخالفي نظام الإقامة والعمل على طريق جدة مكة تحتم طرح أكثر من سؤال حول ما يجري، وحول استعدادات حملة التصحيح لإنجاز مهمتها بكفاءة، فحينما يتمرد حوالى ثلاثة آلاف من العمالة الإثيوبية المخالفة ويستطيعون إيقاف حركة السير في شريان رئيسي ويقومون بتهشيم زجاج السيارات وتحطيم المركبات وإشاعة الفوضى فإن ذلك تصعيد مزعج وخطير يأتي بعد أحداث منفوحة الرياض وتجمعات أقل عددا في بعض شوارع المدن الرئيسية، فإذا كان المخالفون من هذه الجالية بالذات يتعمدون هذه التصرفات رغم المعاملة الجيدة وسير إجراءات الترحيل بسرعة ومرونة فهذه مسألة، وإذا كان ثمة تعثر في هذه الإجراءات اتخذه المخالفون ذريعة لتصرفاتهم فتلك مسألة أخرى، رغم أنه لا شيء أبدا يمكن أن يكون مبررا مقبولا لمثل هذه التجاوزات الخطيرة. بيان شرطة منطقة مكة المكرمة الذي أفاد بسرعة احتواء الموقف والسيطرة عليه لا يزيل القلق المتزايد الذي يشعر به المجتمع مما حدث، فإذا كان ما حدث في الرياض داخل أحد الأحياء وبشكل ربما كان غير متوقع، فإن ما حدث يوم الجمعة كان في مركز الإيواء الذي يفترض أن تتوفر فيه كل الاحتياطات الأمنية، ولذلك لابد من التساؤل كيف استطاع ثلاثة آلاف الخروج بذلك الشكل الجماعي وفعل ما فعلوه في وضح النهار. ومع إدراكنا أنه لم يكن ممكنا معرفة عدد المخالفين مسبقا، بحيث يمكن تقبل عنصر المفاجأة من حيث العدد فإننا نتوقع أن كل الاستعدادات اللازمة للتعامل مع الوضع كان لابد أن تكون في أعلى جاهزيتها قبل بدء الحملة، بحيث لا تستغرق الإجراءات وقتا أطول من اللازم، أو يكتشف المسؤولون عن الحملة بعد بدايتها أن ثمة إجراء أساسيا لم يحسبوا حسابه، خصوصا أن قرار تنفيذ الحملة لم يتم في يوم وليلة أو كان بشكل مفاجئ. ومن ناحية أخرى فقد صرح السفير الإثيوبي أن المخالفين يتلقون معاملة ورعاية لم يكونوا يتوقعوها، فلو فرضنا أن بعض إجراءات الترحيل تأخرت لأسباب قاهرة فهل يسوغ ذلك تكرار الفوضى وإرهاب المجتمع وتحدي الأمن؟ لقد تمادى هؤلاء الفوضويون في تجاوزاتهم، وذلك ما يجعلنا نطالب أجهزتنا الأمنية أن تكون أكثر حزما في منع هذه الحوادث بشكل نهائي، وليس في احتوائها بعد حدوثها. habutalib@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة