لم يتوقع شاب أن مرافقته والده، يمكن أن تكون له عكس ما يتمناه، وتبتعد عن القدوة إلى السقوط في بئر الضياع. ويتذكر الشاب (ص س) الذي لم يتجاوز عمره 17 عاما، ليلة التاسع من شهر صفر من عام 1428 هـ، عندما سطرت له ذكريات مرة، بسقوطه إلى هاوية المخدرات. ويتذكر: «كانت ليلة ممطرة ورياحا شديدة، حينما علمت أن والدي يوزع 10 كجم من المخدرات على خمسة من المروجين، وثلاثة من المتعاطين من الشباب في مقاهٍ بخميس مشيط، فلم أعرف وقتها ماذا يحدث، ولم أعرف معنى المخدرات، ولا أسباب اللقاءات ولا التوزيع، لكنه تسلم مبلغا يصل إلى 22 ألف ريال حسبما أخبرني». وأوضح أنه أراد مساعدة والده، وناقشه في الموضوع لأنه يرى في والده القدوة له في التجارة والعمل فوافق فورا بشرط ألا يفشي سر التجارة نهائيا لأي فرد مهما كان الموقف لا لقريب ولا لصديق ولا لأخ ولا لأخت ولا لأم. في حينها لم تمر خمسة أيام على الاتفاق مع والدي على مشاركته في مهمته حتى أوكل لي مهمة في احدى المحافظات بتوزيع حبوب مخدرة على مجموعة من الشباب ، فتمت المهمة بنجاح وتسلمت مبلغ الكمية وحينها وصلت إلى متعة حقيقية بأن استلم مبالغ كبيرة لم احلم بها من قبل، وحينها قرر والدي أن يكافئني بمبلغ تلك المهمة، وصار الوضع ممتعا وجميلا لم اعرف أن هناك عقابا ينتظرني في المستقبل المجهول، وحينها لم أكمل دراستي الثانوية ، وعملت علاقات كبيرة مع الطلاب أوقات الامتحانات التي يكثر فيها بيع الحبوب وتوزيعها بين الطلاب. وأضاف: «بعد ذلك أيقنت أنني لم اعرف طريقي ولم استغل شبابي بل سلكت طريق الشيطان والذي كان يسير فيه والدي». وأشار إلى أنه ربما لغياب الأم دور في الانحراف الذي سار إليه، فقد كان يتيم الأم، وكان يعيش مع جدته لأبيه في بيت شعبي إيجاره بقيمة 800 ريال في الشهر، وخلال فترة عام تقريبا تم استئجار شقة بمبلغ 10 آلاف ريال في السنة، وتحسنت الأوضاع، حيث اشترى والدي سيارتين مختلفتي النوع واللون لاستعمالها في ترويج المخدرات، وكنت أضع سيارة والدي في أماكن مختلفة، والوصول لمهمة بسيارة أخرى والعودة بالسيارة الأخرى. وخلال الثلاث سنوات لم يخطر ببالي أن يتم القبض على والدي نهائيا، حيث تم القبض عليه وخرج بعدها بثلاثة أشهر ثم القبض عليه مرة أخرى، وتوليت المهمة. وفى عام 1430 من شهر شوال قبض علي متلبسا وتم إيداعي سجن عسير حيث وجدت والدي أمامي، حينها أيقنت انه السبب الوحيد في سجني، فاعتديت عليه وصحت في وجهه أمام السجناء بأنه هو السبب في حالي ، وهو من دمر حياتي وجعلني أسير في طريق الشيطان. وجاء الحكم على الشاب بالسجن سبع سنوات وثلاثة أشهر، وقال: «ها أنا أتمتع بحريتي وأتوب إلى الله، ولكنني مذموما بين المجتمع الذي لا يرحمني بنظراته».