×
محافظة المدينة المنورة

..و2400 حاج من أسر شهداء فلسطين يصلون المدينة

صورة الخبر

أكد عدد من المختصين على خطورة الشائعات في المجتمعات، لما تمثله من ضرر فادح يؤثر على كيان الفرد والمجتمع، مؤكدين أن المروجين للشائعات يعدون من المفسدين في الأرض ويجب أن يطبق بحقهم أشد العقوبات ليرتدعوا ويتخلص الناس من شرورهم، لأن الأراجيف من الأساليب والطرق التي ينتهجها الأعداء، لزعزعة الأمن وتشتيت الشمل داخل المجتمعات الآمنة، ودعوا إلى أخذ الحيطة والحذر من هذه الطرق المنحرفة. وأهابوا بالجميع الوقوف صفا واحد في وجه ترويج الشائعات خصوصا مايتم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووجوب التثبت من الأخبار قبل نشرها، وأن يتدبروا النهي الرباني المتمثل في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ(6 الحجرات) لأن من يروّجون الشائعات قد يكونون ممن يتقن الحرب الإعلامية النفسية فيتسببوا في بث الذعر والخوف في نفوس الناس، أوفي قيام الحروب، أو قتل نفس المعصومة، أو إفساد في الأرض، وصرف الناس عن قضاياهم المصيرية. أسلحة فتاكة في البداية أوضح الأمين العام لمسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور منصور السميح إن حرب الشائعات يعد من أخطر الحروب العصرية وأسوأها على الإطلاق، لاستخدامها أساليب وطرقا غير مرئية ولا منظورة في نقل الشائعات والأراجيف وفي نفس الوقت تعد أسلحة فتاكة تصنع الشقاق والفرقة بين الناس وتثير القلاقل والحقد والبغضاء في النفوس. وأضاف: لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتثبت والتبين في نقل الأخبار وحذرنا من ضد ذلك وبين سوء عاقبته، قال تعالى في سورة سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم- "كفى بالمرء كذبًا، أن يحدث بكل ما سمع"، مبينا أن الإشاعة تُعدُّ من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص، فللإشاعة قدرة على تفتيت الصف الواحد، وتوزيعه وبعثرته، بل قد تكون مِعْوَل هدم للدين من الداخل أو الخارج، والضرر بالدعوة والدعاة، موضحا أن أمتنا الإسلامية تواجه الإشاعة والتخطيط وعلينا سد الثغرات وإغلاق الجبهات التي تسعى لتفريق الصف من قبل أعدائنا، لذا يجب أن نكون أعوانًا على البر والتقوى، يكمل بعضنا نقص بعض، ويعين بعضنا بعضًا، نسعى في جمع الكلمة، ووحدة الصف، ولمّ الشمل. وسائل الاتصال من جانبه أكد الباحث في وزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عبد المجيد بن محمد العُمري أن مواقع التواصل الاجتماعي سبب رئيس في سرعة ترويج الشائعات وتناقلها بين أوساط المجتمع خاصة مع الانفتاح الكبير لهذه الوسائل، حيث أصبحت في يد الصغير والكبير والسفيه والعاقل، وانكباب الجميع عليها جعل منها أداة لنقل الشائعات بسرعة فائقة، مشيرا إلى حتمية ترشيد استعمال هذه الوسائل لتكون حجة لنا لا علينا بين يدي الله تعالى. وقال: يجب على كل مسلم أن يتقي الله تعالى في نفسه ويراقبه في كل ما يقول ويفعل، وتهميش الشائعات التي تثير القلاقل. وبين العُمري أن أعداء الأمة حينما يريدون إثارة الاضطراب والقلاقل فلأنهم يقومون بتلفيق الأخبار ليتلقفها السذج ويصدقوها، بل ويتسابقوا في نشرها، وهذا بقدر مافيه من الإثم بنشر الكذب، فإن فيه إثماً عظيماً إذا ما ترتب عليه ضرر بفرد أو جماعة فكيف من يضر بلاده وأمته بنشر الأخبار دونما تثبت والانسياق خلف الإشاعات. وأكد في هذا الصدد على وجوب أن نكون جميعاً على يقظة وعدم الانسياق وراء المغرضين والحاقدين الذين يحسدوننا على مانحن فيه من أمن وأمان ويتمنون زوال هذه النعمة عنا، لذا يجب أن يتذكر الجميع أنه محاسب على كل كلمة يقولها أو يكتبها مصداقا لقوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ. ترويج الشائعات وفي ذات السياق أهاب خطيب جامع رجاء العتيبي بمدينة الرياض الشيخ عبدالله العنزي بالجميع للوقوف صفا واحدا في وجه ترويج الشائعات خصوصا مايتم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووجوب التثبت من الأخبار قبل نشرها، وأن يتدبر الجميع النهي الرباني المتمثل في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ(6 الحجرات)، لأن من يروّجون الشائعات قد يكونون ممن يتقن الحرب الإعلامية النفسية ليتسببوا في بث الذعر والخوف في نفوس، أوفي قيام الحروب، أو قتل نفس المعصومة، أو إفساد في الأرض، أو صرف الناس عن قضاياهم المصيرية. كما دعا إلى التكاتف والتعاضد والتعاون للقضاء على أسبابها وبواعثها، حتى لا تقضي على الروح المعنوية في الأمة، التي هي عِماد نجاح الأفراد، وأساس أمن واستقرار المجتمعات، وركيزة بناء أمجاد الشعوب والحضارات، مبينا ضرورة محاسبة مروجي الشائعات، لأن الضرر متعدد، خاصة مع الانفتاح الإعلامي الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تسبق البرق في ترويج الشائعات، مشيرا إلى حتمية الأخذ عن الثقات الاثبات من قنوات وصحف ومواقع وأفراد، لئلا يندم الإنسان ولات ساعة مندم، مؤكدا أنه يلزم الأخذ على يد المستهترين بهذا الأصل الإسلامي العظيم، مشيرا إلى أن أمن العقوبة سبب سوء الأدب، وتناول العنزي أهم وسائل معالجة الشائعات، وكيف نستطيع أن نواجهها، وأن هذا يظهر من خلال التربية التي يجب أن تضطلع بها الأسرة لتعويد أبنائها على التصدي للأخبار التي تأتي من "وكالة يقولون"، وضرورة تعويدهم على التثبت من مصادرها والوقوف في وجه كل من يقوم بترويج الشائعات والأخبار المكذوبة، ومعاقبته وفق قوانين صارمة تردع كل من يتجرأ على افتعال الشائعات. توعية المجتمع من جهته أعرب الباحث الاجتماعي طارق البشر عن أسفه لتفشي الشائعات وطالب بلزوم مواجهتها بالترويج والنشر للمنهج الإسلامي القويم، مشيرا إلى جملة من الوسائل التي يجب أن يتم تفعيلها للقضاء على الشائعات، كإقامة المحاضرات المحذرة من الشائعات والداعية إلى التثبت، ومتابعة النشء وبخاصة المراهقون الذين أدمنوا قضاء الوقت لساعات وساعات على الأجهزة الذكية وللأسف أن هذه الوقت يذهب سلبيا خاليا من أي فائدة تذكر. وقال: إن هذه الوسائل والأجهزة هي مجرد "رسالة" سريعة الانتقال، الهدف منها إحداث بلبلة أو فوضى لتحقيق أهداف في غالبها تكون هدامة، فربما يصل أحدهم رسالة عبر "الواتس أب" فينشرها، ثم يتبيّن له بعدُ انتشارها أنها مكذوبة فيندم على نشرها، وهذا مالا يمكن تداركه لأن الكلمة كالرصاصة إذا انطلقت لا يمكن إرجاعها. ويعرف العلماء والباحثون في علم الاجتماع "الإشاعة" بأنها خبر أو مجموعة من الأخبار الزائفة التي تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتداولها بين العامة ظناً منهم في صحتها، ودائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة ومثيرة وتفتقر الإشاعة عادة إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحتها، وتهدف هذه الأخبار إلى التأثير على الروح المعنوية والبلبلة وزرع بذور الشك، وقد تكون هذه الإشاعة ذات طابع "عسكري أو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي"، وواقع الناس اليوم يشهد تساهلاً مُفرِطاً في نقل ما يسمعون أو يتناقلون من أحكام وفتاوى وأخبار وأحداث وعليه فيجب إشغال أوقات الشباب واستثمار طاقاتهم فيما ينفع الأمة ويثري المجتمع. وأضاف: كما يجب توعية النساء وتثقيفهن وتذكيرهن في هذا الصدد، لأنهن من أهم شرائح المجتمع والأكثر تصديقا للشائعات، التي تصاغ بطريقة احترافية وفنية قابلة للتصديق، وبما أن الشائعات تتطور بتطور العصور، فلماذا لانكافحها بتطوير أسباب مكافحتها فالوسائل الإعلامية، والقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية التي تتولّى نشر الشائعات المغرضة، لماذا لا نواجهها بشن الحملات الإعلامية التي ترد عليها بذات الأسلوب، ونسن القوانين التى تحمى أعراضنا وحياتنا ونشدد في العقوبات وتطبيقها ضد كل من يمارس الإشاعات المغرضة ونشهر به، لأننا أمام كارثة إعلامية تتطلب سرعة المعالجة التي تضمن عدم المساس بحرية تداول المعلومات وصحتها، وفي ذات الوقت نحصن المجتمع ضد آفات الشائعات قبل انتشار وتفشي هذا المرض الخبيث الهادم للمجتمعات.