لعل أكثر فترة تتزاحم فيها الأحداث في المملكة هي فترة الحج. تواجه المملكة خلال هذا الوقت كما كبيرا من التحديات الإدارية والهندسية والأمنية. تتم مواجهة كل هذه التحديات باحترافية عالية، بتطوير مستمر لأساليب العمل، من خلال الدراسة الواعية والتخطيط المستمر لضمان تعظيم النجاحات ومحاصرة الأخطاء والتخلص من نقاط الضعف. تعمل في هذا الإطار المهم كل قطاعات الدولة والقطاع الخاص سواء عن طريق لجان الحج أو ممثلي هذه المكونات وإداراتها التي تتعامل مع المواقف المستجدة وتستفيد من الدروس التي نتعلمها في كل موسم. تستدعي الحاجة باستمرار لتكوين فرق العمل المشتركة لتقليص نقاط الخلاف وتغطية ثغرات تظهر نتيجة الظروف والمستجدات. على أن العمل يحقق النتائج المرجوة بنسب متفاوتة، اعتمادا على المتغيرات. المتغيرات هي ما يدفع بجهد معين للواجهة أكثر من غيره. نوعية الحجاج وأعمارهم وثقافتهم وخلفياتهم تؤثر بشكل كبير في المستجدات وهو ما يستدعي أن يكون هناك برنامج يؤهل كل العاملين للتفاعل مع هذه المتغيرات. هذا لا يلغي إشكالات أهم قد تكون نتيجة ترويج أجندات معينة ومفاهيم سياسية تحاول التأثير في قدسية الزمان والمكان. هذه النوعية من المشكلات التي نوه عنها ولي العهد وزير الداخلية في بداية الحج، أصبحت تحديا يستدعي أن تتفاعل معه الدولة بكل قطاعاتها خصوصا الأمنية والإعلامية. إن تربص الكثيرين بالمملكة ومحاولتهم الإساءة لجهدها الذي أصبح مضرب المثل في التعامل والإدارة والرقابة، هذا التربص يتزايد مع توالي النجاحات في مواسم الحج ما يجعل المجهودين الإعلامي والأمني من ضروريات تنظيم الحج بشكل سلس وفعال. تبذل وزارة الداخلية جهودا جبارة حققت وتحقق النجاح تلو الآخر في جميع مناحي هذه الرحلة العظيمة، بل إن الجهد الأمني تحول إلى حالة من التعاطف والمحبة بين الحجاج ورجال الأمن الذين يوفرون المياه ويساعدون الكبار ويحملون الصغار ويحلون الأزمات في كل مكان. يبقى أن نضاعف مجهودنا الإعلامي ليصبح على مستوى الحدث من ناحية التعريف بهذه الجهود، وكشف محاولات الإساءة للحج والحجيج والتفاعل السريع مع المستجدات بتقديم التوعية الأمنية والصحية في كل المواقع. يتطلب هذا المزيد من القنوات التلفزيونية والمتابعات الإخبارية والانتشار المبني على المصداقية والمعلومة السريعة والصحيحة. هنا نحتاج إلى أكثر من مجرد قناة تلفزيونية أو صحيفة، نحتاج إلى خطة إعلامية متكاملة ووافية.