أغلقت المحال التجارية بمدن الضفة الغربية أبوابها في إضراب شامل تضامنا مع مدينة القدس والمسجد الأقصى، في وقت وقعت اشتباكات مع جنود الاحتلال في نقاط عدة. واستجاب أصحاب المحال التجارية بمدن الضفة ولا سيما في نابلس لدعوة وجهتها قوى وفصائل وطنية وإسلامية أمس لإعلان إضراب تجاري شامل يمتد على مدى ساعتين من الثانية عشرة وحتى الثانية بعد الظهر. كما دعت تلك القوى إلى الخروج في مسيرات من مراكز المدن باتجاه مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي. وفي تصريح للجزيرة نت قال عضو لجنة التنسيق الفصائلي بمدينة نابلس محمد دويكات إن هذه الفعاليات تأتي انسجاما مع الموقف الشعبي الفلسطيني الغاضب مما يقترفه الجيش الإسرائيلي من جرائم بمدينة القدس المحتلة وسكانها. وأكد أن رسالة الفلسطينيين عبر هذه الخطوات الاحتجاجية تسير بمستويين، أحدهما محلي يدعو لاستنهاض الهمم والتأكيد على أن الجماهير لن تبقى مكتوفة الأيدي في الدفاع عن المسجد الأقصى. أما المسار الثاني فهو بعث برسالة للقيادة الفلسطينية ومطالبة الرئيس محمود عباس بالحديث عن الأسرىوالقدسفي خطابه المرتقب غدا أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وطالب دويكات القيادة الفلسطينية أيضا بالضغط بكل قوتها من أجل حشد تضامن دولي غير مسبوق تجاه ما يجري بالمدينة المقدسة. من جانبه، دعا الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية فازع صوافطة لانتفاضة شعبية واستخدام كافة أشكال المقاومة لوضع حد لغطرسة المحتل الإسرائيلي والخطر الذي يحدق بالأقصى. وأضاف صوافطة في بيان صحفي تسلمت الجزيرة نت نسخة منه، أن الاستمرار في تصدير المواقف الباهتة رسميا وشعبيا هو تكريس "لحالة الاستسلام والهوان التي لن تعيد حقا ولن تردع عدوانا". دويكاتأكد أن الفعاليات تأتيرفضا لاعتداءات الاحتلالعلى الأقصى (الجزيرة نت) كسر الصمت وناشد صوافطة جماهير الشعب الفلسطيني بضرورة كسر حالة الصمت، والتمرد على مخططات الاحتلال ومنعه من تنفيذها، ومقاومة عدوانه بكل الوسائل المتاحة. ودعا جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى الخروج في مظاهرات بشكل مستمر حتى تبقى قضية القدس حاضرة في وجدان الشعوب. وعقب فعاليات التضامن والإضراب التجاري، اشتبك الشبان الفلسطينيون مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في تسع نقاط بالضفة الغربية وحدها، إضافة لمواجهات أخرى بمدينة القدس. ووقعت أشد المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال عند حاجز قلنديا شمال مدينة القدس ومستوطنة بيت إيل الإسرائيلية شمال مدينة رام الله، وأصيب خلالها العشرات من الشبان بحالات اختناق بالغاز المدمع. كما اشتدت المواجهات بمنطقة بابالزاوية وسط مدينة الخليل تزامنا مع إغلاق الحرم الإبراهيمي لليوم الثاني على التوالي بحجة الأعياد اليهودية. وشهدت مدينة الخليل مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي. وفي مدينة بيت لحم اشتبك الشبان الفلسطينيون مع جنود الاحتلال قرب مخيم عايدة للاجئين ومسجد بلال والقوا، وألقيت زجاجات فارغة وعبوات محلية الصنع باتجاه جنود الاحتلال، ولا تزال المواجهات على أشدها في تلك المناطق وأماكن متفرقة بمدينة القدس وضواحيها أيضا.