كشفت التصريحات الروسية والأميركية، عشية اللقاء المترقب بين الزعيمين باراك أوباما وفلاديمير بوتن في نيويورك، عن توافق بشأن تنسيق الجهود للتصدي لداعش والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ 2011. وفي حين أكدت تصريحات بوتن ووزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على اتفاق ضمني لمحاربة داعش الذي يسيطر على مناطق في سوريا والعراق، لم تكشف عن ملامح التوافق الأميركي الروسي بشأن مصير الأسد. فكيري الذي كان قد قال قبل أكثر من أسبوع إن واشنطن، التي طالبت طيلة الأعوام الماضي برحيل الأسد، ترى في الوقت الحالي أن مسألة بقاء الرئيس السوري قابلة للبحث فقط في مرحلة عملية التفاوض الرامية لإنهاء النزاع. أما بوتن، فقد أكد في لقاء مع قناة سي.بي.أس الأميركية أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل أزمة سوريا هو دعم الأسد، الأمر الذي يفتح الباب على استمرار التباين بين واشطن وموسكو على صعيد الدور المستقبلي للرئيس السوري. إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جارد كابلان، أشار في لقاء مع سكاي نيوز عربية إلى عدم وجود خلافات بين واشنطن وموسكو في الملف السوري، إذ أن الطرفين متفقان على القضاء على داعش والعودة إلى المفاوضات. وأوضح أن بوتن وأوباما سيبحثان آلية العودة إلى المفاوضات للتوصل إلى حل للنزاع السوري مع كل الشركاء، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن لاتزال على موقفها أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا ويجب أن يتخلى عن السلطة. أما الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أندريه سبتبانوف، فقد ذهب إلى أبعد منذ لك،حين كشف في مداخلة ببرنامج غرفة الأخبار عن اتفاق ضمني بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص التعاون لحل النزاع السوري بطريقة سلمية. ووفق سبتبانوف، فإن الرئيسين سيبحثان خلال اللقاء المرتقب الاثنين بعض تفاصيل التنسيق بين البلدين على صعيد حل الأزمة السورية، مع توافق على ضرورة إشراك نظام الأسد في العملية السلمية في حين أن مصير بشار قد حسم. وفي حين رأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن كافة الأطراف باتت متوافقة على عدم وجود دور للأسد في التسوية السلمية، كان الرئيس الروحاني واضحا حين رسم خريطة طريق لرحيل الرئيس السوري عن السلطة. فروحاني الموجود أيضا في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال لشبكة سي.أن.أن اعتقد اليوم أن الجميع يوافقون على بقاء الرئيس الأسد في منصبه حتى نتمكن من قتال الإرهابيين، في إشارة إلى داعش. ويبدو أن لقاء أوباما وبوتن سيبحثان الملف السوري من زاوية الأولويات، وهي محاربة داعش ومنع انهيار مؤسسات الدولة السورية ومشاركة الأسد في أي مفاوضات تهدف إلى انهاء النزاع مع الإصرار على أن لا يلعب دورا في المرحلة الانتقالية.