×
محافظة المنطقة الشرقية

السيطرة على سد مأرب بعد دحر الميليشيات

صورة الخبر

لم يمض وقت طويل على خروج صانع الأفلام الفرنسي الكندي دينيس فيلنوف من صنع الأفلام الناطقة بالفرنسية ليقتحم هوليوود من أوسع أبوابها من خلال رائعته سجناء Prisoners عام 2013، تبعها برائعة أخرى في السنة التالية لم تكن متوقعة إطلاقاً من فيلم مستقل ذي ميزانية ضئيلة بعنوان عدو Enemy المرعب القاتم والغامض جداً الذي أدى فيه المتألق جيك ييلنهالي دوري البطولة عن بروفيسور علوم سياسية يكتشف أن له شبيهاً طبق الأصل فيذهب محاولاً اكتشافه في رحلة تبرز من خلالها مغاز عميقة واسقاطات سياسية تستحق التأمل. أكشن فيلنوف هنا ترك الدراما ودخل نطاق أفلام الحركة والإثارة الأكشن ليثبت لنا براعته وليهدد عرش المخرج الأميركي المخضرم مايكل مان في عقر داره سواء كان المقصود بذلك أميركا أو أفلام الحركة، خصوصاً المتضمنة مشاهد عنيفة وحابسة للأنفاس لتبادل إطلاق نار في الشوارع. سيكاريو وهو قريب جداً في أجوائه من رائعة ستيفن سودربيرغ Traffic عام 2000، عن الحرب على المخدرات الدائرة بين الحكومة الأميركية وعصابات المخدرات المكسيكية. كيت ميسر (إميلي بلنت) عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي تثبت جدارتها في عملية ناجحة داخل مستودع في أريزونا ضد عصابات المخدرات، ينتهي هذا المشهد الافتتاحي بلقطة مروعة. تكون العملية الناجحة سبباً في اختيارها لتنضم إلى فريق عمل تم تشكيله لأداء مهمة جديدة في تكساس. فريق العمل هذا غامض جداً، لدينا مات (جوش برولين) الذي لا يخبرنا الفيلم من هو بالضبط ويكتفي بتسميته المستشار (قد يكون CIA). الشخصية التالية هي أليخاندرو (بينيتشيو ديل تورو) أيضاً غامضة وكأنها تخفي سراً بداخلها. أليخاندرو مرعب لدرجة أنه لو كان أمامنا واقعاً لخشينا العبث معه حتى وهو في لحظة غفلة أو نوم، والفضل هنا يعود للتقمص البارع للشخصية والتي يستحق عليها ديل تورو الأوسكار كالذي ناله عن جدارة واستحقاق عن دوره في فيلم Traffic منذ 15 سنة. نار هادئة بعد أن يجتاز أبطالنا الحدود المكسيكية لتنفيذ عمليتهم، وبالضبط هناك على الحدود في مشهد طابور السيارات الذي يشعر معه المشاهد بتوتر في معدته، إذ إن كاميرا المصور روجر ديكنز (مصور فيلم سجناء أيضاً) تحضر المشهد جيداً على نار هادئة قبل لحظة الانفجار. ويبدأ أحد أجمل مشاهد تبادل إطلاق النار في الشوارع في تاريخ السينما رغم قصر مدته، مشهد أعاد إلى الذاكرة أفلاماً ظننا أنها لن تعود مثل Heat عام 1995 وCollateral عام 2004 وPublic Enemies في 2009. أفلام كان قاسمها المشترك المخرج الأميركي مايكل مان المشهور بتدقيقه في تفاصيل هذه المشاهد ليخطف انتباه المشاهدين ويجعل بعضهم يغطي عينيه أو يتكور في مقعده من شدة واقعيتها وبراعة تنفيذها. فيلنوف لم يكتف بمشهد سيخلده تاريخ السينما فحسب، بل ابتكر مشهداً آخر قد يعتبر من أجمل مشاهد الإثارة المصورة ليلاً وهو هنا يتحدى المخرجة الأميركية كاثرين بيغولو في فيلمها الشهير Zero Dark Thirty في 2012 الذي يدور حول عملية قتل أسامة بن لادن، وبل يتفوق عليها. هناك مشكلة بسيطة أو قد تكون مجرد ملاحظة، وهي أن نص الكاتب والممثل تيلر شيريديان ليست به شخصية صالحة واضحة. السبب أن شخصية كيت ميسر تظهر مغيبة في الفيلم بأكمله، فهي في المهمة مراقبة فقط وتصبح عميلة ميدانية في لقطتين فقط، نجدها إما لا تعلم ما الذي يحدث أو غير قادرة على عمل شيء مقارنة بشخصيتي برولين وديل تورو اللتان ظهرتا تقودان عملية المكسيك بقوة. وفي أحيان أخرى ظهرت كيت مشتتة لا تعرف ما هو دورها ولا حتى أدوار غيرها، وهو ما قد يراه البعض كضعف في الشخصية الرئيسة للفيلم على الرغم من صلابة وقوة أداء الممثلة البريطانية إميلي بلنت. هذه النقطة قد تكون مقصودة في النص لأن الغرض هو إبراز الخلل في الدور القيادي لكلا الطرفين في الحرب على المخدرات، وهو ما خلق فوضى عارمة تسببت في انعدام قواعد الاشتباك لدى المتحاربين. النقطة الثانية والتي تدعم النقطة السابقة في إظهار ضعف الشخصية الرئيسة (كيت) هي قوة أداء بينيتشيو ديل تورو إلى درجة استحواذه الكامل على كل اللقطات التي يظهر فيها. وهنا بإمكاننا الحسم أن هذا فيلم ديل تورو وليس بلنت؟ فهي مهمشة فيه بل وغير ضرورية، وهذا الخلل الوحيد الذي وجدناه في الفيلم. بطاقة بطولة: إميلي بلنت، جوش برولين، بينيتشيو ديل تورو إخراج: دينيس فيلنوف التقييم