×
محافظة المدينة المنورة

.. ويقتنون ذهب «التاريخية»

صورة الخبر

حرصت المملكة على فتح ذراعيها بالترحاب لكل زوارها وهللت بضيوف الرحمن في بيته العتيق وبذلت ما لا يخطر على بال من كرم الوفادة وحسن الضيافة وسخرت كل إمكانياتها البشرية والمادية بتذليل كل الصعاب أمام وفود بيت الله الحرام مهما عظمت الشدائد، حيث اعتمدت مشاريع توسعة الحرمين وجلبت لها أغلى المعدات التي لا تتوافر عند معظم الدول ومنها تلك الرافعة المشؤومة والتي تعتبر من المنجزات الحضارية للأعمال الإنشائية لضخامتها، وهي لا تجلب إلا لمشاريع بالمليارات ولغرض الإسراع في عملية تنفيذ أكبر توسعة للحرم المكي خدمة لحجاج البيت المعمور دون ضجيج إعلامي أو بهرجة إعلانية. وقيادتنا الحكيمة اشترطت على المقاول أن لا يتأثر الحجاج أو المعتمرون، وأن يكون العمل 24 ساعة في اليوم بدون ضوضاء وذلك من أجل راحة زوار الحرم، وهذا يعني زيادة الكلفة في العطاءات المقدمة والترسية تمت على من يستطيع جلب تلك المعدات القادرة على مواجهة صعاب هذه العملية واشتراطاتها القاسية، والتي من بينها أن تكون جميع العمالة مسلمة مراعاة للتشريع الديني بحرمة دخول غير المسلم الى المسجد الحرام، وأعطت الاستثناءات للمقاول بتوفير ما يلزم حتى لو تخطى السائد من نظام العمل كسعودة العمالة بالنسب المقررة وأيضا استبعدت شرط الأقل سعرا وإنما الأعلى جودة وأسرع تنفيذا. وبالرغم من كل ذلك عندما حدث المكروه بسقوط الرافعة هبت قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لمعالجة الأزمة وأمر بتشكيل لجنة تقصي الحقائق وصدر تقرير اللجنة في أقل من 24 ساعة والتي أوضحت وجود خطأ تنفيذي وأوصت بمعاقبة المتسبب ولم يتوان قائد المسيرة من إصدار العقوبات الرادعة ومنها التحفظ على العقود المرتبط عليها المقاول وهي تتجاوز 450 مليار ريال. وكلفت اللجنة بإيجاد البدائل والحلول اللازمة لأنها معوقات الازمة بما يضمن عدم التوقف من إكمال المشاريع المعتمدة وهذا دليل حرص القيادة على خدمة الحجيج وتعويض من استشهد منهم أو أصيب بتعويضات مجزية وتكفل بعلاج المصابين وإكمال حجهم ووعد بضمان تحجيج شخصين من عائلة كل متوفى في الحج القادم بإذن الله بالاضافة الى الاشراف المباشر على إزالة الآثار التي ترتبت على سقوط الرافعة بأسرع وقت وبأعلى جودة وبأي ثمن بأمر من خادم الحرمين. وبما أن المشاريع التي تخدم الحجيج ضخمة ومتداخلة ومتسارعة في كل الاتجاهات وذلك لانشغال المسجد على مدار الساعة وطوال العام كانت النقلة في الانتهاء من قطار الحرمين حرصا على راحة ضيوف الرحمن وتاكيدا على أن العبادة أمن وسلام وحرصا على أداء المنسك بيسر وسهولة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان من تدافع بين الحجاج عند النزول من القطار فنتج عنه إصابات بشرية آلمتنا فبادرت السلطات في علاج المصابين ومواساتهم. وأما الحدث الاكبر وهو التدافع الذي حدث في مشعر منى والذي نتج عنه وفيات وإصابات ولا أستبعد أن يكون هذا الحدث بتخطيط حاقد أوغر صدره حسن التنظيم ودقة التنفيذ في خط السير وسلامة المسلك فيعكس اتجاه السير ليحدث التواجه والتصادم والتدافع ويكثر الخوف والهلع ويصبح الطريق كومة من البشر لا يمكن تجاوزها ويقع العجوز والمريض بالربو والسكر والضغط ويصبحوا تحت أقدام المفزوعين. وعندما تعلم أن عدد الحجاج 2 مليون نسمة تتحرك لهدف محدد وفي زمن محدد ومكان محدد ويتم تفويجهم كل عام بسلاسة وانسيابية فتكون الغرابة عندما تعلم أن في إيران حصل تدافع بين جماهير كرة قدم لا يتجاوز عددهم 20 ألف شخص والنتيجة 500 قتيل وإصابة 700 شخص فعجبي من الشامتين الذين اعترت عيونهم غشاوة فلا يبصرون الحقيقة الدامغة والمشهود لها بالصوت والصورة وواقع التطبيق.