كان أسبوعاً حافلاً بالضوضاء والضجيج، مع كثير من النقد الحاد المُتبّل بالشتائم الحيّة، وبعض السخرية المُبتكرة، فكانت البداية مع المطر الذي يأتينا كل عام (على حين غرة) ونكتشف أنه لا يوجد لدينا ما نُخفيه، فإن كان العالم الموبوء بالأسرار والمؤامرات لديه أشياء سريّة يخشى أن يصلها الضوء، فنحن (جْهَرا.. والعين ترى) كما يقول المثل العامّي، ولهذا البُنية كلها عُليا، ولا يوجد لدينا بُنية تحتية، فنحن مهووسون بنظرية المظاهر الشهيرة (قابل الناس جائعاً، ولا تقابلهم عاريا)، رغم أن الواقع يقول إنه بإمكاننا أن نقابلهم بشبعٍ بدون أن يؤثر ذلك على (سترنا)، لكن ذلك لايُستَبعَد أن يكون شبعاً مؤدياً للُعري، فالعبرة بالنتائج وما يترتب على ذلك من (مفسدة) في المستقبل، فالأهم هو مصلحة الأجيال القادمة، فنحن سنسلمهم الأرض وهي بكر لم يمسسها مشرط بُنى تحتية، وأتمنى أن لا يصدقوا الكتب والمطففين الذين يقولون إننا أخذنا من الأرض خيراتها المتمثلة في أشياء غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وفي المقابل لم نضف لهذه الأرض شيئاً، فالكلام في هذه الجزئية بالذات يدخل في باب السفسطة والخزعبلات والأشياء التي تُغضب الرقيب الحبيب، ولنغلق هذا الموضوع غير المريح للكتابة. ننتقل للموضوع الآخر الذي نافس زيارة المطر الكريمة، وأعني به اشتراك الأخوين عبدالفتاح الجريني ومبارك الهاجري في غسل الكعبة المشرّفة، إذ أصبح هذا الحدث مهماً في الشارع المحلّي، وقد سألني أحدهم عن رأيي فيما يحدث، ولأنني من مجتمع لا يفوّت فرصة للتحليل، وإن لم يجد فرصة (للتحليل) فإنه سيبحث عن فرصة (للتحريم)، فقد قلت ببساطة إن كل ما في الأمر أن الله وفق (الجريني والهاجري) وأتاح لهما نيل هذا الشرف، لكن السائل أوضح لي أن رؤيتي سطحية وساذجة ومتهالكة، وكشف لي أن وراء الأكمة ما وراءها، رغم أنني أعرف أن الأكمة وراءها أننا ننظر (للفنان) أنه أقل إسلاماً منّا، أما الأخ الهاجري فمشكلتنا ليس مع شخصه الكريم، بل لأنه زوج السيدة أحلام الشامسي! وهي للأمانة (أحلام) من الأشياء النادرة في العالم العربي التي نتفق حولها، فنحن نتفق أن لا علاقة لها بالفن رغم أنها تغنّي كثيراً، ونتفق أيضاً أنها لا تلقى قبولاً في الشارع المحلي، لم تدم القضية طويلاً حيث أطفأتها قضية سياسية (التقارب بين إيران والغرب) وعند الحديث في السياسة فإن الشارع والنخب يتفقون بالتحليل، فالجميع يقرأ من زاوية النيات والأخلاقيات و«علوم الرجال»، لكن بحمد الله لم يطل الكلام عن السياسة، فكانت مباراة «الديربي» هي التي وضعت نقطة في منتصف الأسبوع، ليفتح بعدها الحديث لمزايين أم رقيبة!