×
محافظة المدينة المنورة

تباين الآراء يعطل مشروع الجابرية | فلاح بن دخيل الله الجهني

صورة الخبر

بيروت: نذير رضا اتسعت دائرة القصف بقذائف الهاون للعاصمة السورية، أمس، من ساحة العباسيين، والمناطق ذات الأغلبية المسيحية في حيي القصاع وباب توما، إلى عمق دمشق، حيث أسفر سقوط قذيفة هاون أمام المسجد الأموي عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 26 آخرين بجروح. وجاء هذا التطور بأعقاب اشتداد المعارك في بلدة النبك والقلمون. وأعلن مصدر في قيادة شرطة دمشق لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن 4 أشخاص قضوا جراء سقوط قذيفة الهاون أمام الجامع الأموي قرب سوق الحميدية التراثي في مدينة دمشق القديمة. وجاء استهدافه بقذيفة الهاون، بعد سلسلة من عمليات القصف بالهاون استهدف خلال هذا الشهر أحياء مسيحية في منطقتي القصاع وباب توما، فضلا عن استهداف منطقة ساحة العباسيين. وتسيطر المعارضة السورية على المنطقة الخلفية لدمشق القديمة في المتحلق الجنوبي وعين ترما، التي يشتبه بأن قذائف الهاون انطلقت منها لاستهداف الأحياء المسيحية. ويقع الجامع الأموي في عمق دمشق القديمة، تحده الأحياء المسيحية التي تعرضت لهجوم مماثل، ما يشير إلى تطور إمكانيات المعارضة على قصف العمق بقذائف الهاون الثقيلة لمسافات تتخطى خمسة كيلومترات. وتعوض الجهات التي تطلق قذائف الهاون، ويرجح أنها المعارضة، بهجوم مماثل، بعد تشديد القوات الحكومية التدابير الأمنية حول العاصمة السورية. ويقول ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن العاصمة «محاصرة من كل جوانبها، بحيث يستحيل اقتحامها»، مؤكدين أن القوات الحكومية «أقفلت مداخل العاصمة، وشددت من إجراءاتها منذ شهر أغسطس (آب) 2012 مما يصعب مهمة اختراقها». وتقاتل المعارضة على أطراف العاصمة، وخصوصا في الغوطة الشرقية، ما يمنع القوات الحكومية من التقدم، فيما يتقدم الجيش النظامي في جنوب دمشق، ويفرض حصارا خانقا على المناطق الملاصقة للعاصمة مثل المعضمية وداريا اللتين تقعان على تماس مع مطار المزة العسكري، والقريبتين من أحياء دمشق الراقية والأمنية. ويسيطر النظام على العاصمة، فيما يحاول استعادة السيطرة على مناطق بريف دمشق أحكمت المعارضة السيطرة عليها، وتحديدا في الغوطة الشرقية. ويشير أحد الناشطين الميدانيين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحدود الفاصلة بين سيطرة النظام والمعارضة تقع في الطرقات السريعة المحيطة بدمشق. وبموازاة أحياء دمشق القديمة إلى الخلف، يقع طريق مطار دمشق الدولي والمتحلق الجنوبي الذي تسيطر المعارضة على أجزاء منه، وكذلك عين ترما. فيما تتسع دائرة سيطرة المعارضة إلى الشمال الشرقي، وتحديدا في حيي جوبر والقابون، حيث يعتقد أن المعارضة تطلق قذائف الهاون منهما باتجاه ساحة العباسيين، على الطرف الشرقي للعاصمة. ولا يعد هذا الاستهداف الأول للجامع الأموي في دمشق القديمة، الذي يتمتع بقيمة تراثية كبيرة، كونه يعد النسخة الكبرى للجامع الأموي الموجود في مدينة حلب شمال البلاد الذي دمر نتيجة النزاع بين طرفي الصراع السوري. وفي سياق متصل، أفادت وكالة «سمارت» السورية المعارضة باستخدام قوات النظام في دمشق «صواريخ فراغية استهدفت حي العسالي». في موازاة ذلك، تصاعدت العمليات العسكرية في بلدة النبك في القلمون بريف دمشق، بالتزامن مع محاولة القوات النظامية اقتحامها. وقال ناشط في البلدة لـ«الشرق الأوسط» إن القصف «ينهمر مثل المطر، ما حال دون خروجنا من المدينة، ودفعنا للاحتماء بالملاجئ». وأشار الناشط إلى أن البلدة «تتعرض لقصف مركز منذ يومين، بالتزامن مع اشتباكات واسعة النطاق، تمتد من الأوتوستراد الدولي الذي يربط حمص بدمشق، وشرقا إلى سائر أطراف البلدة». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن النبك تتعرض لقصف متواصل من قوات النظام التي تحاول السيطرة عليها، لاستكمال إمساكها بالمنطقة المحاذية لطريق حمص - دمشق، مشيرا إلى معارك عنيفة تترافق مع القصف. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «معارك عنيفة تدور على محور النبك التي كانت دخلتها قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني الخميس»، لافتا إلى أن مقاتلي المعارضة «أفشلوا خلال الساعات الماضية محاولة تقدم لهذه القوات». وأشار عبد الرحمن إلى أن القوات النظامية «قررت على ما يبدو اعتماد القوة التدميرية لدخول النبك، وهو أمر تجنبته في مدينة دير عطية التي أحكمت سيطرتها عليها الخميس، كون هذه الأخيرة موالية بغالبيتها للنظام، ولا يزال معظم سكانها موجودين فيها». في غضون ذلك، أفاد ناشطون بمقتل 15 مدنيا وإصابة آخرين بجروح جراء إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين على مقربة من دوار قاضي عسكر في حلب. وجاء ذلك غداة تعرض بلدة حريتان لقصف براجمات الصواريخ، فيما تواصلت الاشتباكات في مستشفى الكندي في مدينة حلب، ومنطقتي الهزازة والجديدة بريف حلب، بينما «استقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى حي السيد علي في المدينة». وفي ريف حماه الشمالي، تمكن مقاتلون من حركة «أحرار الشام الإسلامية» من السيطرة على حاجز «الغربال»، بعد مواجهات عنيفة، بينما أطلقت قوات المعارضة معركة في مدينة درعا للسيطرة على حي المنشية حيث دارت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن مقاتلي المعارضة دمروا دبابة وأعطبوا أخرى لقوات النظام في بلدة عثمان بريف درعا. في غضون ذلك، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بإطلاق صاروخ «سكود» من «اللواء 155» المنتشرة كتائبه في أراضي بلدة حفير الفوقا، باتجاه الشمال السوري. وأفاد ناشطون بمواصلة القوات النظامية «استهداف المناطق السكنية في الرقة (شرق البلاد) بأسلحة ثقيلة، ما أسفر عن سقوط سبعة مدنيين وجرح سبعة آخرين».