سجلت ثلاجات الموتى في المشاعر المقدسة يوم أمس مئات من جثث الحجاج المتوفين نتيجة التدافع، الذي حدث في ساعات الصباح الأولى، فيما أعلنت مستشفيات منى حال الطوارئ القصوى، وأحالت عشرات الجثث إلى مستشفيات أخرى لاستيعابها. وعلمت «الحياة» أنه تم نقل جميع جثث الحجاج المتوفين إلى ثلاجات الموتى في مشعر منى ومستشفيات العاصمة المقدسة، وسيتم تعرف الجهات المختصة عليها ومعرفة جنسيات المتوفين عبر لجان شُكّلت فوراً، كما سيتم الرفع بها إلى الجهات المختصة. وشهد مشعر منى يوم أمس استنفاراً غير مسبوق من جميع الجهات المختصة والقطاعات الحكومية المشاركة في موسم الحج، جرّاء التدافع الذي حدث في شارع 204 في منى أثناء رمي الجمرات. وتوالت سيارات الإسعاف التي شاركت في نقل المصابين، إلى عدد من المستشفيات في مشعر منى، إذ أعلنت جميع المستشفيات حال الطوارئ القصوى، استعداداً لاستقبال الحجاج المصابين، وشُكّلت فرق للتدخل الطبي العاجل لإسعاف الحالات. وحظي مستشفى منى - الجسر بالقرب من موقع حادثة التدافع، باستقبال أكبر عدد من الحالات المصابة، إذ تجاوز عدد المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفى أكثر من 230 حالة مختلفة من جنسيات متنوعة غالبيتها من أفريقيا، وباشرت فِرق الأطباء معالجة تلك الحالات، فيما تمت إحالة عدد من الحالات إلى عيادات أخرى لتلقي العلاج اللازم. واستمرت حال الاستنفار القصوى التي سجلها مشعر منى يوم أمس، أكثر من خمس ساعات، شاركت فيها فرق الدفاع المدني والفرق الإسعافية للهلال الأحمر، وعدد من القطاعات الحكومية، وذلك لاستقبال المصابين. وما يزال الكثير من الحالات المصابة تتلقى العلاج في مستشفى منى وعدد من المستشفيات الأخرى، التي استقبلت أيضاً عدداً من الإصابات المتنوعة من اختناقات تنفسية، وضربات شمس، بسبب التدافع الشديد الذي وقع في شارع العرب، أثناء توجههم إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة، وغالبيتها من النساء وكبار السن. وبلغت حصيلة حادثة التدافع التي وقعت في شارع 204 في منى 717 حالة وفاة و805 إصابات. وأوضح الدفاع المدني عبر حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أن الحادثة باشرها 4 آلاف مشارك، إضافة إلى أكثر من 220 آلية إنقاذ وإسعاف، مشيراً إلى أن الفرق تباشر تفكيك الكتل البشرية، وتفويج الحجيج إلى طرق بديلة، فيما عمليات الفرز ما تزال قائمة. من جهة أخرى، أوضح قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء خالد بن قرار الحربي أن نحو مليون و800 ألف حاج دخلوا إلى جسر الجمرات في حركة انسيابية، اتّبعوا فيها التنظيم الذي أعدته الجهات المنظمة. وبيّن في مداخلة مع قناة الإخبارية السعودية، أن «هنالك خمسة مستويات أو طوابق في الجمرات، إذ كانت الخطة المتّبعة أن يتم دخول 300 ألف حاج في الساعة الواحدة موزعين على كامل الأدوار والمداخل والمخارج»، مفيداً بأن الدورين الأرضي والأول لمنشأة الجمرات شهدا كثافة عالية، بينما بقية الأدوار شهدت كثافة أقل في الاتجاهين الذاهب والآتي من الحرم المكي.