خيّم توتر شديد على مدينة بنغازي عاصمة الشرق الليبي امس، في ظل استنفار الجيش ومسلحي القبائل لمواجهة هجوم محتمل لجماعة «انصار الشريعة» انطلاقاً من معقلها في مدينة درنة القريبة. ووسط هذه الأجواء توافد مئات من سكان المدينة للتظاهر امام فندق «تبستي» لدعم الجيش والتنديد بالهجمات المستمرة للجماعة المتشددة، في المدينة والتي قتل في احدث فصولها جندي ليبي امس رمياً بالرصاص، غداة اصابة ثلاثة جنود بجروح بالغة بهجوم بالأسلحة الرشاشة ليل الخميس – الجمعة. وانضم الى تظاهرة بنغازي مساء أمس، عدد من عناصر الشرطة والجيش، في حين سُجل انتشار كثيف لقوات «الصاعقة» في الجيش، داخل المدينة حيث سيرت دوريات ونشرت دبابات ومدرعات على تقاطع الطرقات. وأبلغت مصادر في بنغازي «الحياة» ان مسلحين تابعين لقبائل العواقير والعبيدات استنفروا في مداخل المدينة لحمايتها، بعد أنباء عن تحرك قوات لـ «أنصار الشريعة» من درنة لتحرير موقوفين من الجماعة لدى قوات «الصاعقة» في بنغازي. على صعيد آخر، تضاربت المعلومات حول عدد قتلى انفجار مخزن الذخيرة في قاعدة براك الشاطئ (650 كلم جنوب طرابلس)، إذ أعلن الحاكم العسكري للمنطقة الجنوبية محمد الدابي عن مقتل عشرة أشخاص وجرح 15 في حين، أشارت مصادر أمنية أخرى إلى سقوط أكثر من 40 قتيلاً. وأفاد الدابي بأن «مجهولين حاولوا مهاجمة المخزن وتسببوا باندلاع حريق». كما تحدثت مصادر الى «الحياة» عن اقدام عناصر متشددة على سرقة محتويات المخزن بعد التفجير الذي اتى على قسم منه. وصرح الناطق باسم الجيش الليبي علي الشيخي بأن الوضع «خطر» قرب المخزن. وأوضح أن حريقاً واصل الاندلاع في داخله متسبباً بتفجير الذخائر. وتوقع ارتفاع حصيلة الضحايا «خصوصاً أن كثيرين مفقودون». على صعيد آخر، استدعت الخارجية العراقية السفير الليبي في بغداد للاحتجاج على قتل متشددين في درنة الاكاديمي العراقي في ليبيا حميد خلف حسن الساعدي، والمطالبة بملاحقة قتلته. وعرض تسجيل فيديو نشر على موقع «يوتيوب» هذا الأسبوع لقطات لرجل قال موقع «سايت» الذي يتابع مواقع المتشددين على الانترنت، إنه الساعدي وهو يُقتل رمياً بالرصاص. وأظهر التسجيل الذي رُفع بعد ذلك من «يوتيوب»، الاكاديمي وهو يعرف نفسه على أنه شيعي. وقال خاطفوه إنه قُتل «انتقاماً لقتل الحكومة التي يقودها الشيعة لسني في العراق». وأفاد بيان للخارجية العراقية انها «بذلت جهوداً مستمرة مع السلطات الليبية على أرفع المستويات واستدعت السفير الليبي في بغداد حول الموضوع وتدين بشدة هذا العمل الارهابي الخارج عن الاعراف الاسلامية والانسانية». وأضاف البيان أن بغداد «لا تصدق أن عملية القتل التي وقعت في مدينة درنة (شرق) تعكس موقف حكومة ليبيا أو شعبها». وطلبت بغداد من طرابلس ملاحقة قتلة الأكاديمي ومحاكمتهم.