تعد مدينة الرياض من أكبر أسواق بيع وشراء الماشية، وتحظى بإقبال كبير من المواطنين والمقيمين، فالعاصمة يجلب إليها مختلف أنواع الماشية من كل حدب وصوب داخليا وخارجيا، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك ينشط الجلب إلى أسواق الرياض ويكثر العرض والطلب، ويجد من يتاجر في هذا السوق دخلا يوميا جيدا قد يتجاوز الألف ريال كما ذكره لنا أحد "الشريطية"، وفي سوق غرب الرياض للماشية، شهدنا خلال جولتنا مندوب البلدية: البيع بالسوق مخالف للأنظمة ونتعرض للاعتداء والتطاول لتطبيقنا الأنظمة والتعليمات سيطرة العمالة الوافدة والمخالفة على كافة مفاصل السوق، في ظل غياب شبه كامل للجهات الأمنية، مما جعل السوق يشهد فوضى عارمة نشط معها وجود باعة لا ذمة لهم يقومون بالتدليس والغش في البيع والشراء، وهذا ما تثبته بعض الصور التي التقطتها عدسة مصورنا، حيث كشف لنا أحد المتمرسين هناك طرقا عديدة لاحتيال بعض الباعة، وكيف يتم خداع العميل باكتناز الماشية باللحم، ولكنه يفاجأ أثناء ذبحها أنه جلد على عظم، وما خفي أعظم. غياب أمني في جولة قامت بها "الرياض" لسوق الماشية غرب الرياض أو ما يعرف بسوق" الجربوع" فقد رصدت الكثير من المخالفات في هذا السوق الذي تكتنفه العشوائية وانعدام النظافة وسيطرة العمالة الوافدة على كامل مفاصله في ظل غياب أمني كامل، ولا يتواجد في هذا السوق غير مكتب متواضع تابع لبلدية عرقة، لم يستطع بشهادة موظفيه فرض أي هيبة أو احترام لهم، مما أفقد هذا المكتب الرقابة على السوق، ولم يستطع منع البيع العشوائي خارج نطاق السوق، ولم يتبق لدى هذا المكتب إلا فرض قليل من الغرامات المتواضعة على استحياء وانحصرت هذه الغرامات على أصحاب الأحواش النظامية فقط، والذين يتذمرون من إيقاع الغرامات عليهم وعدم تعميمها على الجميع خصوصا الأحواش التي لم تسجل نظاميا، فيمارس المخالفون بها كافة أنواع المخالفات ولا يتم تغريمهم خوفا من سلطتهم، وهذا ما اعترف به بعض مسؤولي قسم البلدية من أنهم عندما يطبقون النظام على بعض الأماكن العشوائية يقابلون بعنجهية أصحاب تلك المواقع من الوافدين، وبعضهم متخلفون ومخالفون، أو من مواطنين متسترين عليهم، وقد يصل تهديدهم لمندوبي البلدية بالسلاح، ولا أحد يقف بجانبهم لعدم وجود أي جهات أمنية في السوق، مما شجع الوافد والمخالف على الوقوف بوجه الأنظمة وعدم التقيد بها مما أوصل سوق الماشية بغرب الرياض إلى حالة من الفوضى والعشوائية في أحد أسواق العاصمة الحيوية. ويؤكد المواطن منيف شافي العتيبي أن العمالة الوافدة وخصوصا المخالفة منها هم السبب بوصول السوق لما وصل إليه من العشوائية والفوضى، وأضاف "للأسف ان هؤلاء يقف خلفهم مواطنون متسترون وأكثرهم إما موظف مدني أو عسكري فيجب الوقوف بحزم أمام هؤلاء جميعا وتنظيف السوق منهم وفتح المجال للمواطن الشريف ليجد رزقه في هذا السوق الحيوي، ولو تم إيجاد رجل أمن واحد فقط في هذا السوق لاختفت كثير من المخالفات. العيد فرصة ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك تتنوع أساليب الغش في بيع الماشية، وتتعدد الطرق، بغرض الكسب السريع دون عناء، ومن هذه الأساليب رفع الخراف من الأمام مما يؤدي إلى دفع الجهاز الهضمي إلى الخلف ومما يجعل شحومها تجتمع في مؤخرتها ليعطي لها مظهراً يجذب الزبون ويعتقد معه أنها سمينة ومكتنزة باللحم والشحم. وقال المواطن ضويحي السهلي إن من طرق وأساليب الغش والاحتيال التي يقومون بها في هذا السوق إيهام المستهلك بوضع علامات تدل على أن الأغنام تم تربيتها في الصحراء، وتلطيخ صوفها بالحناء لإيهام الزبون بأنها برية، وهذا ما يبحث عنه المستهلك والزبون، ولا يكتشف مثل هذا النوع من الغش إلا بعد الذبح لاختلاف لون وطعم اللحم ورائحته، ومن طرق التدليس والغش تجويع الماشية ولا يتم إعطاؤها إلا الماء وبعض الخبز ليتفاجأ المستهلك أن الأغنام سمينة وهي فقط منتفخة بسبب الماء والملح والخبز، كما أن من طرق الغش أيضاً تخمير الشعير وتنقيعه في أحواض لمدة يومين أو أكثر ومن ثم تقديمه للماشية فبمجرد أن تأكله تنتفخ وتبدو كأنها سمينة. ومن أساليب التدليس أيضا غسلهم الماشية بالماء والصابون لتظهر بشكل مختلف تماما عما هي عليه، خصوصا الأغنام الهزيلة، إذ يعمل التنظيف على نفش صوفها لتبدو سمينة، وهو ما يؤدي إلى "خداع" المستهلك العادي، كما أن لهم طرقا في تسمينها بواسطة الملح وهذا مضر بصحة الأغنام وكذلك الإنسان، إضافة لما ذكر يتم تسمين المواشي بالمواد الكيماوية كالجص الذي يباع في محال مواد البناء، أو مادة "النورة" وهذه المواد خطر على المواشي وعلى المستهلكين. كما يستخدم الباعة الوافدون خداع البصر للزبون وهو التبديل والتشابه بين الماشية فما أن يتم جلب خروف للمعاينة ثم يتم إطلاقة بحجة عدم الاتفاق على السعر ثم جلب خروف آخر على أنه هو السابق وهذا يتم بلمح البصر بحيث لا يدرك الزبون والمستهلك هذا التدليس الخفي. مخالفات بالجملة وفي ظل الغياب الكامل للجهات الأمنية في سوق الماشية بغرب الرياض فإن المخالفات كثيرة كالوقوف الخاطئ لسيارات الزبائن والباعة أو بوجود سيارات عفى عليها الزمن وبلوحات لم تعد متداولة، إضافة لذلك فإن مخالفات البيع تتم بكل دقيقة دون وجود جهات يحتكم إليها البائع والمشتري ومن هنا تسيطر لغة القوة على السوق فالمنتصر هو الذي يستطيع إرغام خصمه على ما يريد، إضافة إلى ذلك فإن بعض أصحاب الأحواش وخصوصا العشوائية قاموا بتحويل أحواشهم إلى مرتفعات من مخالفات الماشية التي يرى أحد زبائن السوق أنها تندرج تحت أساليب الغش بحيث ان الماشية التي تقف على هذه الأكواد تبدو لمن ينظر إليها أنها سمينة، ومن المخالفات البادية للعيان الروائح النفاثة من الأحواش بسبب تراكم مخلفات الماشية وتسرب المياه عليها. العمالة السائبة الحملات التي سبق وقامت بها الجهات الأمنية كأنها لم تشمل هذا السوق حيث ان كثيرا منهم ما ان يروا الكاميرا إلا وتراهم يغيبون عن الأنظار وكأن لسان حالهم يقول نحن متخلفون ولكن لا تقطعوا أرزاقنا، وقد اتخذ كثير منهم السيارات القديمة والأحواش المنزوية ملاذا لهم آمنين مطمئنين أن الجهات الأمنية لا تفرض سلطتها على هذا السوق البعيد عن الأنظار. مخالفات لا تحصى ومن أهم المخالفات وجود سيارات قديمة جدا إما بدون لوحات أو بلوحات قديمة جدا، كما يوجد بعض المساحات الفاصلة بين الأحواش الرسمية والطريق العام قد استغلها بعض العمالة الوافدة بتأجيرها قبل أيام عيد الأضحى بأغلى الأثمان على أبناء جلدتهم ضاربين بتعليمات البلدية عرض الحائط. وباعتراف مندوب البلدية فإنهم يقفون مكتوفي الأيدي لأن كثيرا من الأحواش والبيع في هذا السوق مخالف لأنظمة البلدية، وموظفي المكتب بالسوق يتعرضون شبه يومي للاعتداء أو التطاول. ويضيف أحد مسؤولي مكتب البلدية أنهم حاولوا في السابق حجز السيارات المخالفة داخل السوق وقاموا بحجزها في موقع خاص بمشغل السوق فقام الباعة باستخراج سياراتهم بقوة السلاح وهرب الحراس من الحجز.