×
محافظة المنطقة الشرقية

البرقان يكشف عن انجازات لجنة الأندية

صورة الخبر

عندما كان لبنان غارقاً في حربه الطويلة خلال سبعينات القرن الماضي وثمانيناته، كانت «الطفولة» هي الضحية الأولى. وعندما إشتدت وطأة النزاعات، وأقفلت المدارس ودور الحضانة أبوابها أمام الصغار، إندفعت مجموعة من السيدات اللبنانيات في بريطانيا الى عقد إجتماع عاجل من أجل القيام بمبادرة رمزية تخفف عن أطفال لبنان ووقع الآثار السلبية التي تحدثها قنابل الرعب والدمار. وضم الاجتماع التأسيسي 14 سيدة هنّ : لولو عبدالملك، غادة الخليل، شيرين عرب، سوزان حمزة، ليلى جارودي، فيغو عمري، لينا كالو، كريستيان مكارم، رينيه نصار، جوزيت صالح، حياة صنبر، ماريا شماس، سلمى صنبر، سينرا الصلح والمرحومة رندا عسيران. بداية تلك الانطلاقة كانت في 28 حزيران (يونيو) 1985، حيث عُقِد الاجتماع الأول في منزل لينا كالو قبل عيد الأضحى المبارك بأيام قليلة. وبعد مداولات ومشاورات، صدر بيان عن الاجتماع الذي حضرته أكثر من مئة سيدة، ينص على برنامج سنوي قرأته الرئيسة ليلى جارودي هذه بعض ملامحه: أولاً - تشكلت جمعية تحت شعار: «اعطِ الطفل لعبة»، بواسطة سيدات لبنانيات يسكنّ في بريطانيا. وكان الدافع لاتخاذ تلك الخطوة التمهيدية القيام بمبادرة إنسانية حيال فئة منسية تقريباً، هي فئة أطفال لبنان، من دون أي اعتبار للمذهب أو للمسكن. ثانياً - تباشر الجمعية في تأسيس صندوق خيري تُجمَع حصيلته عبر بطاقات تبرّع لا يقل ثمن الواحدة منها عن عشرة جنيهات استرلينية. ثالثاً - تقرر بالإجماع اعتماد مناسبتين خلال السنة لتوزيع الهدايا الرمزية كالألعاب وخلافها: الأولى، قبل عيد الأضحى المبارك... والثانية قبل عيد الميلاد. في المرحلة الأولى من عمل الجمعية، تولت مراكز الصليب الأحمر اللبناني توزيع الهدايا على عشرين مؤسسة ومدرسة وميتم. ولم تقتصر الهدايا على الألعاب، وإنما أتبعتها بإنشاء مكتبات عمومية في كل قضاء من أقضية لبنان بحيث تستفيد غالبية من تلك الوسائل الثقافية. عقب إنتهاء الحرب اللبنانية سنة 1990، طورت جمعية «لكل طفل لعبة» خدماتها المجانية بطريقة تتلاءم مع المرحلة. أي أنها توقفت عن بناء المكتبات الثقافية، وتحولت نحو إسعاف المستشفيات بأجهزة طبية خصوصاً لمعالجة أمراض الأطفال. وتلقت الرئيسة لينا كالو، وأعضاء اللجنة، رسائل شكر وإمتنان على المساعدات التي أمنتها الجمعية لعدد من المستشفيات، والتي توزعت بطريقة متوازنة على الجميع. ومثل هذا الحضور كان يقتضي إنشاء فرع في بيروت يتولى شؤون الاتصالات وتقديم الخدمات. مساء غد الجمعة، المصادف مرور ثلاثين سنة على إنطلاقة هذه الجمعية الخيرية التي تدير شؤونها سيدات متبرعات... والتي يتغذى صندوقها من المتبرعين لعمل الخير، تقام في قاعة فندق «دورشستر» حفلة ساهرة يعود ريعها لأطفال لبنان. وكالعادة في هذه المناسبة من كل سنة، تقدم الرئيسة لينا كالو جردة سريعة بالنشاطات التي حققتها هذه الجمعية في لبنان، مع التذكير بأن نموها واطرادها واستمرارها تم تنفيذه بواسطة آلاف المتعاطفين مع هذه الرابطة الاجتماعية المؤمنة بأن الطفولة في لبنان - وفي غير لبنان - تستحق أن تكون قضية مركزية في مستقبل كل شعب.