×
محافظة المنطقة الشرقية

شراكة إستراتيجية سعودية - فرنسية مبنية على الثقة ومنتدى الأعمال الثاني يعقد بالرياض أكتوبر المقبل

صورة الخبر

مقال لإريك لويس، ديموقراطي ومحام وشريك بمؤسسة لويس باخ في واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية. المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي CNN. نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- دونالد ترامب يخّمر مزيجا ساما من العداء تجاه المسلمين في الولايات المتحدة التي كانت في السابق بوتقة ينصهر فيها الجميع. فشل ترامب، الخميس، في ولاية نيو هامبشاير الأمريكية، بالاعتراض على ادعاء رجل مجهول الهوية، قال: "لدينا مشكلة في هذا البلد، إنها تدعى المسلمين، وتعرف أن رئيسنا الحالي هو واحد منهم، وتعرف أنه ليس حتى أمريكيا." ستة وستون بالمئة من مؤيدي ترامب يعتقدون أن الرئيس أوباما مسلم، ينضم لهم 54 بالمائة من مجموع الناخبين الجمهوريين، وفقا لاقتراع السياسة العامة. نحن في وقت يعتقد الناس فيه أن الأرض مسطحة، حيث لا يفصح العديد من المرشحين الجمهوريين للرئاسة عن تصديقهم بنظرية التطور. يمكن للمرء أن يقول أيضا: "ما المشكلة إذا اعتقد الناس أن الرئيس مسلم؟ في النهاية هو ليس مسلما، هو مسيحي، ولكن ديانة مرشحينا ليست قضية سياسية." فلنذكر قول مهاتما غاندي الشهير بأنه هندوسي ومسلم ومسيحي وبوذي ويهودي، ومع ذلك لاقى حتفه على يد متطرف هندوسي. في عام 2008، اعترض المرشح الجمهوري للرئاسة، جون ماكين، على كلام امرأة زعمت أن أوباما عربي، وقال ماكين بنية حسنة لكن بصياغة غريبة: "لا يا سيدتي، إنه رب أسرة محترم" (كما لو أن الاثنين متعارضان.) ولكن ترامب فشل في تصحيح هذا الكلام القبيح ثم زاد الطين بلة عندما نشر تغريدات على تويتر، جاء فيها: "هل أنا ملزم أخلاقيا بالدفاع عن الرئيس كلما قال شخص شيئا سيئا أو مثيرا للجدل عنه؟ لا أعتقد ذلك!" وأضاف في تغريدة أخرى: "المسيحيون بحاجة إلى دعم في بلدنا (وحول العالم)، فحريتهم الدينية على المحك! كان أوباما فظيعا، أنا سأكون عظيماً!" ولكن الأمر لا يتعلق بالطبع بالدفاع عن أوباما أو الدفاع عن المسيحيين. إنه يتعلق بالفشل في الاعتراف بالكرامة الدينية لجميع الأميركيين، بدلا من تأليب فريق ضد الآخر في لعبة محصلتها لا شيء. وقال ترامب في مقابلة مع CNN الأحد، إن بعض أفضل أصدقائه مسلمون، ولكن تفجيرات مركز التجارة العالمي لم تكن من قبل السويديين، وأن المسلمون المتطرفون يشكلون مشكلة حقيقية. وبالطبع قام نرويجيون بإطلاق النار في العاصمة النرويجية، أوسلو، ونفذ عمليات مدينتي أوكلاهوما وتشارلستون أفراد من منظمة "سيادة البيض". إن تشويه صورة مجموعات كاملة يؤدي إلى تفاقم المشكلة، في نفس الوقت الذي يخدم فيه ذلك أهداف الحاقدين. اتهام الناس بكونهم سودا بالسر أو يهوديين سرا، والآن مسلمين بالسر، يمثل جزءا أساسيا في تاريخ التعصب الأمريكي. والغرض من كشف هذا السر العنصري أو الديني المظلم هو الكشف عن شيء مخجل ومشوه للسمعة. عدم حاجة الجمهوريين إلى بدء حملة إشاعات أن أوباما أسود متخف، دليل على التقدم. ومع ذلك، فإن معاملته بهذا الازدراء أيضا دليل على عدم إحراز أي تقدم. من وجهة نظر أكبر منتقديه، هذا الرئيس الأمريكي الأفريقي المعتدل، ذو الروحانية العميقة، يتظاهر فقط بانتمائه للمسيحية، فهو مسلم بالسر، وعندما يلقبونه بـ"المسلم،" فإنهم يقصدون أنه متطرف، وذلك يعني إرهابي. إنه نوع مختلف من استراتيجية "صافرة الكلب السياسية"، والتي تتضمن إرسال رسائل ذات معنى مزدوج، تظهر بمعنى لعامة الشعب، ولكن لها مغزى آخر موجه لمجموعة مستهدفة. إنه أسلوب يؤكد أن أوباما "مختلف" عن الشعب الأمريكي، كما يوحي بأن المسلمين ليسوا أمريكيين حقيقيين في آن واحد. وكما أوضحت حادثة ترامب، قد يترتب على هذا آثار خطيرة. وبعد فشل ترامب في وضع حد لاتهامات المعادين للمهاجرين، استرسل الرجل قائلا: "على أي حال، لدينا معسكرات تدريب، حيث يريدون قتلنا." كما أضاف الرجل الذي كان يرتدي قميص حملة ترامب الانتخابية: "هذا سؤالي: متى يمكننا التخلص منهم؟" وأجابه ترامب: "سننظر في الكثير من الاشياء المختلفة، تعرف أن الكثير من الناس يقولون ذلك، والكثير من الناس يقولون إن أمورا سيئة تحدث، وسنبحث في ذلك، وفي أشياء أخرى كثيرة." هناك ما يقدر بخمسة إلى سبعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة، وأكبر مجموعة منهم من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية. إنها أسرع الجماعات الدينية نموا. وتعيش الغالبية الساحقة من المسلمين في الولايات المتحدة حياة مزدهرة وسلمية، حيث يتلقون تعليما جيدا ويحترمون القانون. ليلة الخميس وصف متعصبٌ المسلمين بأنهم "مشكلة في هذا البلد"، وقال مرشح جمهوري بارز للرئاسة إنه سينظر في العديد من الأمور، وسيأتي بلا شك بخطة سيصفها بأنها "رائعة". إذا أجاب مرشح للرئاسة بهذا الأسلوب عن سؤال مماثل حول اليهود، أو المثليين جنسيا أو المعاقين، رد فعل الرأي العام على الأرجح من شأنه أن يكون الغضب الشديد. وفي العديد من البلدان، سيحاكمه القانون باعتبار ما قاله "خطاب كراهية"، بما في ذلك ألمانيا، التي تستقبل الآن 800 ألف لاجئ من سوريا والشرق الأوسط، بدلا من التخلص من المسلمين. يجب أن تتوقف مناهضة المسلمين.