تلتقي مجموعات من الشباب دورياً في حدائق مدينة الجزائر للغناء والعزف على مختلف الآلات الموسيقية، وتكوين أغان جماعية حول مختلف الموضوعات. البداية كانت قبل عامين، حين نظم منتمون إلى جمعية ثقافية تسمى الواحة الأدبية لقاء مع موسيقيين شباب في حديقة بيروت الواقعة على مرتفعات حي تيليملي، وسمي اللقاء تبادل، ويقصد به تبادل الآراء والمعارف. وبعد قراءة بعض القصائد الشعرية، بدأ حوار موضوعه على شكل سؤال: كيف نحيي دور الأدب في المجتمع؟، انتهى النقاش إلى أن الموسيقى تحوِّل المضمون إلى شكل يسهل استيعابه، وأن القصائد الهادفة يستوعبها المجتمع حين تخرج في شكل أغان بموسيقى يسهل نشرها وتوزيعها. واطلع المشاركون على نصوص قابلة ،لأن تتحول إلى أغان، وتشمل مواضيع منوعة في الحب، وقضايا المجتمع، والأحداث الرياضية وغيرها، وبدأت عملية تلحين بعض تلك المقطوعات الشعرية، وعزفها جماعيا، ورددها شباب الحي الذين حضروا إلى المكان بدافع الفضول، ثم اتفق الجميع على لقاء آخر في حديقة التجارب، كبرى حدائق مدينة الجزائر. وكان الحضور الأكثر من كتّاب الكلمات والعازفين وأيضاً من الجمهور. بعدها صارت اللقاءات دورية، ضمتها حديقة الحرية، ثم حديقة صوفيا، وغابة الأقواس، ثم حدائق وغابات أخرى منتشرة داخل المدينة، وفي كل مرة يزيد عدد الحضور، وسميت هذه اللقاءات موسيقى الحدائق.