×
محافظة المنطقة الشرقية

اللواء الجابري يتفقد قطاعات حرس الحدود في الشرقية

صورة الخبر

< تبدأ «رحلة العمر» نحو المشاعر المقدسة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام بـ«خطوات الموت» بالنسبة إلى الحاج السوري، الذي لم يعد مثل بقية حجاج دول العالم، فرحلتهم المحفوفة بالمخاطر، تجعل المودعين لهم في يأس من التلاقي بهم مجدداً، ذلك أن المخاطر محدقة بهم من جوانب عدة، فمن فلت من نظام بشار، يصعب أن تخطئه نيران «داعش» وأخواتها. واعتبر حجاج سوريون الخطوات الأولى أشبه بـ«رحلة الموت»، تتطلب مواصفات واشتراطات لا بد من توافرها في كل من يرغب التنقل من مكان إلى آخر في سورية، بهدف الوصول إلى حدودها. صفات رئيسة اكتسبها سوريون كثر خلال السنوات الخمس الماضية، أهمها الصلابة وقسوة القلب، فكل شيء وارد في هذه الرحلة، ورائحة الموت تحيط بهم من كل مكان. هناك جثث مُلقاة في الشوارع، ودماء منتشرة على أرصفة الطرقات. ففي أية لحظة من المتوقع أن يجدوا أنفسهم في ساحة اشتباك بين الجبهات المتصارعة، أو أن يتزامن وقت عبورهم مع غارات جوية، أو براميل متفجرة تلقى بالقرب منهم. ويروي الحجاج الذين تحدثوا لـ«الحياة» أن رحلة حجهم الأولى ليس لها مدة معينة، فالوقت مرهون بالمدة التي يتنظرون فيها أمام الحواجز المنتشرة في كل مكان، وإمكان مواصلتهم الرحلة ترتبط بالعناصر الممسكة بالحاجز، فيمكن أن يستغرق العبور دقائق أو ساعات، فليس هناك نظام أو إجراء معين يتم إتباعه في تلك الحواجز، والأمر كله معلّق بمزاجية «رجال الحواجز»، فمنهم من يطابق الهوية فقط، ومنهم من يطالب بتفتيش السيارة، وربما خلع الثياب أحياناً. وبعد عبور الحدود إلى دول الجوار، يتبادل الحجاج التهاني بسلامة الوصول، والنجاة من الموت، فالمتبقي من الرحلة ليس بالمهم، طالما استطاعوا النجاة من أهوال المحطة الأولى، مثلما تقول حاجة سورية، أعربت عن أساها قائلة: «السنوات الخمس الماضية كانت كفيلة بتغير كثير من صفات وسمات السوريين كافة، ولم يعد التعاطي مع الصراعات السياسة كما كان في السابق، فعودة الحياة إلى طبيعتها مثلاً في أماكن سقوط البراميل المتفجرة، لا يستغرق سوى 10 دقائق، إذ تمرسنا على التعامل مع الوضع الإنساني، سواءً أكان نقل المصابين أم الجثث، التي تتناثر على الأرض». في حين قال حاج سوري آخر: «إن الحياة داخل سورية أصبحت مأساة، خصوصاً أن المياه تقطع لفترات طويلة، والكهرباء إن عادت لتضيء المنازل، فلن تستمر أكثر من 60 دقيقة، لتنقطع مرة أخرى لساعات طوال، تراوح بين خمس وست ساعات، إضافة إلى صعوبة التنقل بين مكان وآخر، في ظل انتشار الحواجز الأمنية في كل مكان».