×
محافظة مكة المكرمة

«الداخلية»: ضبط «هيروين» والقبض على المتورطين في تهريبه

صورة الخبر

نعيش هذه الأيام مناسبتين كبيرتين، الأولى هي عيد الأضحى المبارك.. عشر ذي الحجة وأيام العيد والتشريق أيام مباركات، وهي موسم يفترض أن تزداد فيه الطاعات وتقل فيه السيئات، ويوم الأضحى قد جاء في الأثر أنه خير الأيام عند الله، على أن للعلماء في أيهما أفضل أيام السنة هل هو يوم عرفة أم يوم النحر كلاما كثيرا، وسواء كان هذا أم ذاك، فعلى الإنسان الاجتهاد في الطاعات لإدارك فضلهما. والعيد فرصة للفرح ولصناعة الفرح، صحيح أن الأمتين العربية والإسلامية تمران بمآس؛ فسوريا تئن تحت وطأة فرعونها، واليمن تعاني ويلات التدخل الصفوي، وفلسطين مختطفة من زمن، وأكثر البلدان العربية اليوم تلتهب، وطبعاً هذه الفتن ستكون على حساب التنمية وبناء الإنسان، وعلى عقلاء كل دولة أن يُغلِّبوا مصالح دولهم العامة على مصالحهم الشخصية، وأن ينأوا ببلدانهم عن الفتن. ورغم كل المآسي تظل في العيد مساحات للفرح ورسم البسمة، فرسولنا الكريم- عليه الصلاة والسلام– كان يبتسم، ويفرح ويمازح أهله وصحابته، ووقتها الأقصى في قبضة النصارى، ومكة في «حوزة» قريش، ومؤامرات المنافقين تحاك ضد المسلمين! والمناسبة الثانية هي «اليوم الوطني» للمملكة العربية السعودية.. دولتنا تخوض حرباً في الجنوب مع الفرس، وفي الداخل تجدها في يقظة مستمرة لتفكيك خلايا الإرهاب، وفي ذات الوقت هي عين ساهرة لخدمة الحجاج الذين أتوا من كل فج عميق، وعمارة الحرمين الشريفين. في بلادي رغم هذه الحرب وهذا التأهب يعيش الجميع بأمن وسلام، فالطالب يذهب إلى مدرسته وجامعته، والموظف إلى وظيفته، والسياحة الداخلية والخارجية تسير بشكلها الطبيعي، نعمة الأمن أكبر النعم التي أنعم الله بها علينا وعلى الدول الخليجية. اليوم الوطني فرصة لتذكر إيجابيات هذا الوطن الكبير، وتعداد محاسنه، وفرصة لأن نحافظ عليه وعلى ثوابته الراسخة، فنحن اليوم بين عداء فارسي، وعداء صهيوني، وعداء غربي يستتر أحياناً ويظهر حيناً. شباب بلادي اليوم بين تيارين، تيار يريد أخذهم إلى اليمين المتطرف عبر أجندة وتنظيمات إرهابية، وتيار يريد جرهم ذات الشمال، حيث الإلحاد والانحلال والعبث الفكري، فالوقوف في وجه هذه التيارات الهدامة ضرورة لحماية مجتمعنا. ما زلت أرى أن الوطنية ليست أن ترقص في الشارع، ولا أن تتمايل في الطرقات، ولا أن تتوشح وتصطبغ بالألوان، ولا أن تقيم جهة حكومية حفلاً يكلف الآلاف وهي مقصرة في خدماتها، و«غاطسة» لشحمة أذنيها في «البيروقراطية»، الوطنية ممارسة وسلوكا، لا شعارات وعبارات مستهلكة. صدقوني لا خوف علينا من عدو خارجي يتربص بنا، الخوف من الطائفية، والتعصب القبلي والمناطقي، والفساد، هي العدو الحقيقي الذي يفتت وحدتنا، ويفرق مجتمعنا، فلا بد من إعلان الحرب على هذا الأدواء، واقتلاعها من جذورها. ولكم تحياتي