حينما وضع ذلك الجسد الملفوف بعلم الوطن على أرض المسجد ووقف الجميع خلفه وكبّر الإمام معلناً بداية الوداع وكبّر معه والدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كبّرت معه كل القلوب والحناجر. وحينما حمل ذلك النعش تسابقت كل أكف الوطن لتحمله، وحينما ووري في ثرى وطنه وأرضه ارتفعت كل الأكف متضرعة بالدعاء له بالرحمة والمغفرة. غاب راشد، انتقل إلى جوار ربه فطفرت الدمعة من عيني حمدان ووشحت خد مكتوم وسالت على وجه أحمد وبللت محيا منصور، فبكى قلب الإمارات كله، بكى كل الآباء ولدهم راشد وبكى كل الأبناء أخاهم راشد، وبكت كل الأمهات ولدهن راشد، وبكت كل الأخوات أخاهن راشد، بكت عين الوطن ابنها راشد. يعزيك الوطن من أقصاه إلى أقصاه، نعزيك يا سيدي، نعزيك يا والدنا في أخينا، نعزي أنفسنا، فالمصاب واحد والفقيد فقيدنا كلنا. الإيمان بقضاء الله وقدره، وبأننا جميعاً على هذا الدرب سائرون يقين راسخ بكل إيمان في قلوب الجميع، ولا نملك أمام أمر الله، الذي لا راد له، إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه رب البرية نعيم الجنان وأن يلهمنا وإياكم الصبر والسلوان. مهما قلنا، فالفراق محزن، ومؤلم هو الغياب. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولن نقول إلا كما قال سبحانه وتعالى {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون}. وعظم الله أجرك يا وطن. ibrahimroh@yahoo.com