×
محافظة المنطقة الشرقية

أحمد بن حميدان: فقدنا قامة رياضية كبيرة

صورة الخبر

كما أن الحياة حق فإن الموت حق، وليست إلا الدائرة الأبدية تدور في مدارها المعلوم، عبر تاريخ الأيام والدهور، فلله ما أعطى ولله ما أخذ، وإنما يبتلي الله المؤمنين الصابرين، وإنما يبتلي، جل وعلا، من أحب، وكأن الحياة، حياة الأحرار الكبار خصوصاً، سلسلة من الاختبارات تتوالى لتثبت معادن أهلها، ولتكتب جميل صبرهم في سجل جزيل ثوابهم إن شاء الله. هذه الأفكار تُلح على الخاطر والإمارات تفقد ابنها البار الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم وتودعه إلى مثواه الأخير في أرض الإمارات العزيزة الحانية، فأخلص آيات العزاء إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى إخوانهما أصحاب السمو شيوخنا خصوصاً إخوان الفقيد العزيز رحمه الله، وأجزل له العطاء في جنان خلده إن شاء الله. وفي سيرة الشيخ راشد بن محمد بن راشد، فقيدنا الشاب، مواقف متواصلة تدل على جديته وصلابة عنصره وهو يخوض البطولات الرياضية العالمية رافعاً اسم الإمارات وراية الإمارات عالياً، حيث تحقيق العديد من الأرقام والإنجازات غير المسبوقة، وصولاً أيضاً إلى رئاسة اللجنة الأولمبية، ووصولاً إلى احتلال تلك المكانة الأثيرة في قلوب المواطنين والشباب. وها هو أمير القلوب يترجل اليوم في هذا الشهر الإماراتي الحزين، لكن الشهر الذي قررنا فيه، كإماراتيين، أن ننتصر على أحزاننا، وكما تعلمنا أفضل العلم من قادتنا وأهلنا، وفي طليعتهم والدنا وقائدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومعه أخوه وصديقه ورفيق عمره ودربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، هما اللذان كانا مثال أخوة حقيقية صادقة تجذرت اليوم في طين هذه الأرض الغالية الطيبة، حيث التلاحم الوطني في ذروة المشهد الإماراتي، وحيث قيم الولاء والانتماء مبادئ أولى يتشربها الإماراتي منذ المهد، عبوراً، عبر أجمل العمر، إلى درجات المجد. جعلها الله خاتمة أحزاننا، لكننا نحن الإماراتيين، بما اكتسبنا من خبرات وتجارب ملائمة لتقدمنا ونهضة وطننا، وبما تعلمناه من زايد وراشد وخليفة بن زايد ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد وسلطان وإخوانهم، وبما ورثناه من معاني العزة والإصرار أباً عن جد وكابراً عن كابر، قادرون على المضي الواثق نحو تحقيق غاياتنا الكبرى، التي هي غايات حياة بامتياز، وغايات فرح بامتياز، وغايات صناعة تفاؤل وتصدير بشائر. هي دولة الإمارات وما أدراك، فإلى جنان الخلد مع شهدائنا يا ابن الإمارات البار، ولَك الرحمة والمغفرة، ولنا من بعدك الصبر إن شاء الله والسلوان. ولن نقول إلا ما يقول المؤمنون المحتسبون: إنا لله وإنا إليه راجعون. ebn-aldeera@alkhaleej.ae