×
محافظة حائل

الوحدة يحافظ على صدارة «ركاء».. والخليج يرفض الفوز على الرياض

صورة الخبر

تحدثت في مقالتين سابقتين عن الأسئلة الذهبية في التعليم، وللتذكير بتلك الأسئلة فهي: (ماذا، ومن، ومتى، وأين، وكيف ولماذا؟) وكما قلت سابقًا فمن السهل تطبيقها على كل مجالات الحياة التي نعيشها، سواء على المستوى الشخصي أو العام، وسنحاول تطبيقها على مجال الحياة الزوجية، وهي من أكثر المجالات حساسية وأهمية، لأنها ترتبط ببناء الكيان الأساس في المجتمع «الأسرة»، فالأسرة ليست مجرد أفراد تجمعهم جدران بيت واحد لكل منهم طريقته الخاصة به في الحياة لا يرتبط بمن يحيطون به داخل هذا البيت، ولكن بالعكس تمامًا، وبناء الأسرة لا يأتي من فراغ وإنما ينطلق من خلال عقد شراكة مقدس بين المرأة والرجل تحت مظلة الشرع وأمام شهود من الأهل والأقارب، وله سمات وشروط تتحدث عنها كتب الفقه الإسلامي باستفاضة دقيقة، بل تخصصت مجموعة كبيرة من المؤلفات الفقهية والاجتماعية في الحديث عن ذلك! والحياة الزوجية لا تقف عند حدود تلبية الاحتياجات الجسدية للطرفين فحسب، وإنما هي إشباع جميع الاحتياجات النفسية والاجتماعية والعقلية والفكرية للزوجين وفق منظومة من الأسس والآداب التي تمنح الطرفين حقوقهما وتوضح ما يجب عليهما تجاه بعضهما، ومن المهم جدًا أن يعرف الزوجان أن ما يقدمان عليه ليس مجرد عادة اجتماعية أو روتين لا بد منه، بل الزواج «عبادة « ومجال لاكتساب الكثير من الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، «وفي بضع أحدكم صدقة» و»اللقمة يرفعها إلى في امرأته صدقة»، ومن أهداف الحياة الزوجية بناء الأسرة المسلمة التي هي نواة المجتمع والأمة المسلمة، ومن حسن الحظ أن مجموعة كبيرة من المؤلفات المعاصرة والمطبوعات الحديثة ناهيك عن أن الدورات المتخصصة أصبحت متوفرة بين أيدي العرسان الجدد، وهي من الأهمية بحيث لا يحسن اعتلاء عرش الزوجية دون المرور بها وتوفر المعرفة الكافية بالحقوق والواجبات وحدود المسؤولية على الطرفين نحو بعضهما، لأن نسبة واسعة من الزيجات اليوم تنتهي بالطلاق خلال أيام الزواج الأولى ولأتفه الأسباب، هذه إلمامة سريعة عن ماهية الحياة الزوجية والتي تتخلص في السؤال الذهبي «ماذا؟»! ومن المعروف أن الإقدام على الزواج لا يصح ممن لم يبلغوا درجة كافية من النضج الجسدي والعقلي والفكري والاجتماعي، ناهيك عن القدرة المالية «من استطاع منكم الباءة فليتزوج» وفي توضيح المقصود من الباءة في لغة الفقه فهي لا تقتصر على القدرة الجسدية ولكن التمكن من توفير متطلبات الحياة الأسرية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن مع القدرة على حسن إدارة البيت، سواء من قبل الرجل أو المرأة «فالرجل راع ومسؤول عن رعيته» والمرأة راعية ومسؤولة عن رعيتها، وهذان الطرفان هما محوران، بل هما محور بناء الأسرة السليمة، فبدونهما وبدون ارتباطهما الشرعي، لن تكون أسرة حقيقية وبيت مسلم همه رضوان الله وتحقيق الغاية من الزواج كما أراد الله وحث عليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وهذا كله يدور حول السؤال الذهبي الثاني «من؟»! وللحديث تتمة بإذن الله. sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain