تابع موقع «سيدتي نت» مؤخراً حكاية الطالب الأمريكي من أصل سوداني، أحمد محمد الحسن «14 عاماً»، الذي تعرض لموقف عدواني غير مبرر من إدارة مدرسته في ولاية تكساس الأمريكية، بعد أن قام بصنع ساعة إلكترونية منزلية من مواد أولية، وأحضرها للمدرسة بانتظار الإطراء والمديح من معلميه، ولكن إحدى المعلمات اشتبهت في كونها قنبلة موقوتة يريد أحمد تفجيرها، وطلبت حضور الشرطة، التي وضعت الأصفاد في يده وعاملته كمتهمٍ بالإرهاب وحرمته من المدرسة لمدة ثلاثة أيام، إلى أن أثبت براءته، وقال أحمد عن هذه التجربة القاسية: «هوايتي هي صناعة الأجهزة، لكنهم فهموا الأمر بشكلٍ خاطئ، واعتقدوا أنني صنعت قنبلة، وقد عاملني رجال الشرطة بقسوة، ورفضوا طلب الاتصال بأهلي خلال فترة الاستجواب الطويلة». #أنا أقف مع أحمد وقد كانت صورة المخترع الصغير «أحمد» وبيده الأصفاد الحديدية كافية لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي في أمريكا والعالم، ومعها بدأت حمى النقاشات والجدال حول الإسلام وربطه ظلماً بالإرهاب، وعن العنصرية والخوف من الآخر؛ حتى وصل الأمر إلى تغريدة كتبها الرئيس أوباما بنفسه يطيّب فيها خاطر المخترع الصغير، ويدعوه لزيارة البيت الأبيض في شهر أكتوبر، كما تسلّم دعوة مماثلة من «مارك زوكربرغ» المدير التنفيذي للفيسبوك، جاء فيها: «المستقبل هو ملك للأشخاص الموهوبين مثل أحمد، وإذا كان راغباً في زيارة مكاتب الفيسبوك؛ فسأكون سعيداً باستقباله»، وبدورها شاركت «هيلاري كلينتون» وزيرة الخارجية السابقة، بحملة الدعم، وكتبت تغريدة تقول فيها: «إن الخوف والتوجس لا يجعلنا آمنين؛ بل إنه يعوقنا»، كما أطلق الآلاف تغريدة بوسم #أنا أقف مع أحمد. من قرية صغيرة إلى البيت الأبيض أما صحيفة «Daily Mail» البريطانية؛ فإنها قد ذهبت إلى أبعد من مجرد نشر الخبر، وقامت بزيارة إلى عائلة «أحمد» في بيتهم المتواضع في ضواحي دالاس، والتقت والده «محمد الحسن محمد» «57 عاماً» وأمه «منى أحمد إبراهيم» وإخوته الستة «تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً وثلاثة أشهر»، وقد تابعت الصحيفة رحلة الأب الذي هاجر في الثمانينيات من قريته الصغيرة في ولاية النيل الأبيض السودانية إلى أمريكا، وكان لا يحمل يومها أكثر من جواز سفره السوداني وشهادة جامعية في الفلسفة، وما إن وصل حتى تنقل من مهنةٍ إلى أخرى، وعمل في نيويورك كبائع «هوت دوغ»، وكان يترنم بالكلمات بطريقة مرحة ليجذب الزبائن من حوله، وظل يكافح ويجاهد وينتقل من مدينةٍ إلى أخرى، إلى أن صار أخيراً رجل أعمال يدير مجموعة من الشركات في أمريكا والسودان، ولعل أكثر ما يثير الدهشة فيما نقلته الصحيفة، أن والد المخترع الصغير «أحمد» كان قد ترشح لرئاسة السودان مرتين، وخاض الانتخابات عن «حزب الإصلاح الوطني» السوداني في الانتخابات الرئاسية لعامي 2010 و2015، وأعلن يومها عن رغبته في التنازل عن الجنسية الأمريكية في حال الفوز؛ مؤكداً على نيته الصادقة في خدمة أبناء شعبه، والعمل على رفع الحظر الاقتصادي عن بلده في غضون شهور، ولكنه لم يفز ولم يحصل على كرسي الرئاسة لأسباب عديدة، وهنا تتساءل الصحيفة: هل ستكون ساعة «أحمد» التي صارت على كل لسان في أمريكا، هي التعويذة التي تساعد الأب على الفوز برئاسة السودان في الانتخابات المقبلة؟ وهل زيارة البيت الأبيض ولقاء أوباما في أكتوبر، ستزيد من فرص الأب في الفوز بالرئاسة؟ من يدري؛ فرب ضارةٍ نافعة كما يقولون، وقد يكون الطريق إلى الرئاسة في السودان معبداً باختراعات أحمد!.