ممسكا بقارورة فارغة، يقصد طفل سوريخزان الماء بمعسكر إيواء. وبعيدا عنه بآلاف الكيلومترات، يمسك أعضاء في جامعة الدول العربية بأوراق إحصائية عن أعداد لاجئي سوريا، وخلفهم صورة الطفل على شاشة تلفاز، ليؤكدوا تردي أوضاع الأطفال والنساء النازحين مع الإشادة بالدور العربي في الأزمة. وخلال مؤتمر صحفي عقد الخميس، بمقر جامعةالدول العربية بالقاهرة،لعرضنتائج زيارة وفد منظمة المرأة العربية، لمخيمات اللاجئين السوريين في العراق ولبنان والأردن فضلا عن مصر، والتي تمت قبل أسبوعين، وصفت المنظمة وضع اللاجئات السوريات بالكارثي. وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن إنهاء أزمة اللاجئين يتوقف على إيجاد حل سياسي يسفر عن إنهاء النزاع المسلح. وبيّن العربي دور الجامعة في تحقيق وقف إطلاق النار بسوريا عبر إجراء اتصالات عدة بالأطراف الإقليمية والدولية المعنية، موضحا إرسال الجامعة مراقبين لـ16 مدينة سورية في وقت سابق لمراقبة عملية وقف النار. ولم تنجح مهمة المراقبين، وفق تأكيد العربي، لأسباب قال إنه لا داعي لذكرها. نبيل العربي: إنهاء أزمة اللاجئين يتوقف على وقف الصراع المسلح بسوريا (الجزيرة) دور عربي وعن دور الدول العربية في أزمة اللاجئين، قال العربي إن الدول العربية لم تنقل دورها الإنساني في الأزمة بصورة صحيحة لوسائل الإعلام ومن ثم العالم. وأوضح أن لبنان والأردن يحتضنان ثلاثة ملايين لاجئ سوري، فضلا عن وجود مليون لاجئ بالعراق ومصر والسودان، كما أشار إلى الدعم المالي الذي يقدمه الخليج للاجئين فضلا عن استقباله لسوريين بمخيمات. كما قالت مديرة برامج المرأة بالجامعة السفيرة إيناس مكاوي "إن جامعة الدول العربية تضع رؤى وإستراتيجيات محددة للأزمة وإمكانيات التعامل معها" منتقدة توجيه وسائل الإعلام اللوم إلى الدول العربية بعد واقعة غرق الطفل إيلان الكردي. وأكدت السفيرة أن الدول العربية استقبلت ملايين اللاجئين، فضلا عن تقديم الدعم المالي، ولم يشر الإعلام إلى ذلك. معاناة متواصلة بدورها، قالت مدير منظمة المرأة العربية ميرفت التلاوي "إن المجتمع الدولي يهتم بالناحية السياسية للأزمة السورية مع تغافل الوضع الإنساني" مشيرة إلى أن النسبة الأكبر داخل المخيمات من النساء بسبب تعرض الكثير من الرجال للاعتقال والقتل. ميرفت التلاوي: النساء والأطفال يعانون داخل المخيمات أكثر من غيرهم (الجزيرة) وأكدت التلاوي، التي ترأست زيارة منظمة المرأة العربية لمخيمات اللاجئين، أن السوريين يعانون داخل مخيمات اللجوء من العوز المالي وحظر العمل وعدم تسجيل الزيجات والمواليد الجدد وتعقيدات إجراءات الإقامة، إلى جانب ضعف الخدمات المقدمة خاصة ما يتعلق بالعلاج. وأشارت إلى أن النساء والأطفال يعانون داخل المخيمات أكثر من غيرهم، فالأطفال يواجهون خطر الانقطاع عن الدراسة بينما تعاني النساء من العنف الأسري والإحباط والعزلة وضعف الدعم النفسي والصحي فضلا عن زواج القاصرات. وحذرت مدير منظمة المرأة العربية من تناقص الدعم المالي للمنظمات الإغاثية الناشطة بالمخيمات، مشددة على أن إمدادات المخيمات بالطعام تقلصت إلى النصف. ودعت التلاوي إلى ضرورة إقامة مشروعات تنموية داخل المخيمات لاستثمار الطاقات وتوفير دخل مادي للاجئين. أزمة معقدة من جانبها، قالت المتحدثة الإعلامية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "إن أزمة اللاجئين السوريين معقدة جدا، فمنظمات الإغاثة الدولية تعاني من ضعف الموارد المالية اللازمة لمخيمات اللاجئين". ولفتت مروة هاشم، في تصريح خاص للجزيرة نت، إلى أن حل مشكلة اللاجئين السوريين يكمن في إنهاء الصراع المسلح وليس فقط في تسكين اللاجئين في بلدان أخرى. وعن عدم وصول الدول الأوروبية لاتفاق بشأن توزيع اللاجئين السوريين المهاجرين إليها، أوضحت أن المفوضية قلقة للغاية من هذا الخلاف، داعية لقرار أوروبي "إنساني" موحد للتعامل مع أزمة اللاجئين.