يمر هذا الأسبوع من دون أن يشهد الوضع الداخلي في لبنان أي تطورات لافتة، حيث العمل الحكومي والتشريعي متوقف بانتظار المحطة الثالثة من جلسات الحوار الوطني الثلاثاء المقبل ومناقشة المقترحات التي طلبها رئيس النواب نبيه بري من المتحاورين بما فيها ملف الرئاسة، لتدخل البلاد بعدها في استراحة حتى نهاية الشهر الجاري، تفرضها عطلة عيد الأضحى وسفر رئيس الحكومة تمام سلام إلى نيويورك في 25 الجاري لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يعود في مطلع الشهر المقبل ليعتمد مقاربة جديدة في معالجة الملفات لاسيما النفايات بعدما تدرج حراك الشارع من مجرد مطلب لحل هذه الأزمة إلى خطر يتهدد البلاد بالانزلاق إلى الفوضى، حيث نقل عنه زواره امتعاضه مما آلت إليه الأمور في السياسة، كما في الشارع، وتجاهل بعض السياسيين خطورة الأزمة بحيث يقدمون مصالحهم الخاصة على الوطنية ويسعون خلف الصفقات أو المناصب فيعطلون عمل الحكومة والمجلس النيابي ويمارسون سياسة الابتزاز. تتوقع مصادر متابعة أن يصار إلى البدء بتنفيذ خطة النفايات التي أقرتها الحكومة بعد إزالة العراقيل من أمامها خاصة ان جميع المتحاورين أبدوا حرصهم على نجاح الخطة وأعلنوا دعمهم لها، إضافة إلى احتمال أن تحل أزمة التعيينات الأمنية بعدما حصل تقدم على هذا الخط إثر اتفاق تيار المستقبل وحزب الله في جلسة الحوار يوم الثلاثاء الماضي على مقاربة جديدة في ملف ترقية الضباط، من شأنها أن ترضي رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، بحيث يُعتمد مخرج قانوني يتعلق بالمرسوم التطبيقي لقانون الدفاع الذي لا يزال ساري المفعول بالنسبة إلى عديد الألوية البالغ ثمانية في الأساس، بينما العدد حالياً هو خمسة، حيث لم يمانع الطرفان في العودة إلى الرقم الأساسي 8 وبالتالي تعيين ثلاثة أعضاء جدد ينضمون إلى الخمسة الآخرين في المجلس العسكري (ماروني، سني وشيعي)، ويكون من بينهم قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز بما يوقف تسريحه المقرر في 15 من الشهر المقبل ويعين في هذه الحالة قائداً للمدرسة الحربية. إلى جانب ذلك شهد الحراك الشعبي تطوراً ايجابياً أمس تمثل بإعلان المضربين عن الطعام أمام وزارة البيئة فك إضرابهم والانضمام إلى الحراك الشعبي في الشارع. ودخلت الهيئات الاقتصادية على خط التظاهر عندما عقدت في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت مؤتمراً صحفياً، بعنوان: من أجل إنقاذ قلب بيروت، مؤكدة أحقية المطالب لكن نرفض استباحة وسط بيروت وتخريبه وهناك عمل ممنهج يراد منه إقفال ما تبقى من مؤسسات.