نواف أحمد المحمدي دائماً ما ارتبطت صفة التهور ارتباطاً وثيقاً بالشباب، حيث تجد المتهورين في أمور الحياة هم من هذه الفئة، فتجد مثلاً شاباً أراد أن يستثمر في مشروع تجاري تجده يريد المكسب المالي من أول شهر للمشروع، مما يجعله يخسر في بداية طريقه نحو عالم الأعمال، و«يُقبل» المحل، بحجة عدم التفرغ، ولكن الحقيقة هي بسبب التهور الشبابي. في هذه الفترة تنتشر ظاهرة تقبيل المحلات، بسبب حملة تصحيح وضع العمالة المخالفة، وأرى في هذا الأمر فرصة تقدم على طبق من ذهب للشباب الذي يريد أن يكون «بزنس مان»، شريطة الابتعاد عن التهور، فالوضع التجاري في هذه المرحلة ممتاز جداً، كما أن سعر تقبيل محلات في هذه الفترة مناسب جداً، وبرأس المال فقط. فرصة حانت للشباب كي ترسخ مبادئ التجارة في أذهانهم، وكي يمتهنوا التجارة التي هي تسعة أعشار الرزق، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. على الشباب أن لا يجعلوا التجارة وسيلة لزيادة أرصدتهم من المال فقط، مع الاحتفاظ بعملهم الأساس، ولكن يجب أن تكون مهنة وإخلاصاً وأمانة. هناك فرق بين التاجر الناجح والآخر الذي يحاول النجاح ولكن يفشل في نهاية المطاف، فالتاجر الناجح تجده يعطي مهنته وقته وجهده ويغامر هنا وهناك لكي يحقق ما يطمح إليه، أما التاجر الذي يريد أن يطرق باب التجارة لكي يزيد من رصيده البنكي فتجده لا يغامر، وكثير القلق على ماله ودخوله السوق دون خطة تسويقية ولا دراسة جدوى، فقط همه كيف يجمع المال، والنوع الأخير من التجار يتعثر في أول مطب تجاري، لأن «صاحب المهنتين كاذب»، كما يقال. فالتجارة مهنة، ووسيلة لكسب الرزق، وتحتاج إلى الشطارة والذكاء، أما المتاجرون الذين يدخلون التجارة من أجل الكسب السريع مع الاحتفاظ بوظائفهم الأساسية، فأقول لهم: «استريحوا»، فالتجارة تحتاج إلى التفرغ وإلى صبر وتحمُّل للصعاب كي يتحقق المراد.