×
محافظة جازان

وفاة 3 مقيمين وإصابة 28 في سقوط مقذوف بصامطة

صورة الخبر

لو سألت الكل عن ماهي الوظيفة المتعبة والمرهقة والمضنية والتي تتطلب حضوراً كاملاً واهتماماً وتطويراً وصبراً،، لحكم الجميع بأن وظيفته هي من تحمل هذه المواصفات والتي تحتاج كل هذه الأمور، ولكني هنا أخالفكم الرأي ولأصل معكم للاتفاق على أنها الوظيفة الأصعب سأسرد عليكم المواقف التي ستثبت هذا الأمر ولكم الحكم. في عيادة غير مختلطه تعددت المهام فيها للنساء تقدمت إحداهن مطالبة بفتح ملف جديد بدون موعد مسبق وكان لها هذا من باب التعاون معها بالرغم من الزحام المتواجد في تلك اللحظة إلا أنها بحلاوة اللفظ لديها استطاعت أن تكسب القلوب وتجعل موظفات الاستقبال يفعلن المستحيل لمساعدتها وتنبيهها بأنه سيكون هناك وقت للانتظار وقد يطول، ووافقت، وماهي إلا لحظات حتى توجهت للاستقبال وأمام الكل أظهرت الوجه الحقيقي لها وشحذت لسانها لتثبت حقها ومستحقها وتهدد وتندد بزوجها ومرتبته العسكرية وما يمكن أن يفعل تحت صمت الكل، حاولت موظفات الاستقبال امتصاص غضبها ولكن هيهات، باءت المحاولات بالفشل وخرجت من المكان ومع مبلغ المال المدفوع والزهيد وخلال هذا الخروج لم تتبق كلمة بشعة لم تقل في حق هؤلاء الموظفات اللاتي بدأت دموعهن بالتساقط وأكملن عملهن لاحتياجهن له ولسان حالهن يقول «مهما أخطأت المريضة فهي على حق» وأي حق هذا؟ وفي مشغل نسائي امتاز بالحضور الكثيف وبالهدوء الرائع والخدمة المتميزة وإرضاء العامل مهما كان جديداً أو قديماً واستقباله بوجه هاش باش والاستماع إليه في حالة الشكوى ولا أقوله من نقل بل من خبرة معهن طوال سنوات متعددة وفي يوم ما كغيره من الأيام أتت من تعتقد أنها تملك المكان لكونها على حد قولها- انا هنا بفلوسي- ماهذه الأموال التي جعلت الكل يشتري المكان الذي يقصده ويشتري الأنفس والكرامات ويشتري حقوق الناس؟ عجزت موظفة الاستقبال ان تفهمها أنه لابد من حجز مسبق وحين لايكون، لايحق لها أن تختار العاملة المخصصة لأنها سبق وقد تم حجزها لعميلة أخرى وللكل احترامه ومكانته وبدل أن تتفهم الأمر قامت بالتهديد والتنكيل والوعيد والاستنقاص من حجم موظفة الاستقبال والتي كانت بذلك اليوم مجهدة وتعبة وباستنقاص المكان وخرجت مقسمة عدم العودة إليه مرة أخرى – وستعود بعد فترة حين يتم نسيان الأمر- لأنه لاغنى لها عنه وهي تعلم أنه أفضل الموجود وهي تريد الأفضل، برغم من محاولات موظفة الاستقبال امتصاص غضبها وبوعدها بأنها ستجد لها ماتريد ولكن هيهات، باءت المحاولات بالفشل، وخرجت ولسان حال الموظفة يقول «الزبون دائم على حق» أي حق ذلك؟؟؟ أما هذا الموقف فهو ماقصم القشة الأخيرة والتي جعلتني أدرك أن موظف الاستقبال حقاً إنسان لابد أن يعطى وساماً كبيراً لقوة تحمله لإهانات من أناس جعلتهم أموالهم وأنفسهم يشترون الأماكن ومايمكن أن يحصل فيها، في مطعم في وسط البلد كنا جلوساً وفجأة دخل رجل وزوجه وابن لهم. منذ دخوله تسبب في كارثتين أثناء الانتظار ما جعل الكل يدعو أن لايكون في الطاولة التي بجانبه وما أجمل الوالدين اللذين كانا جلوساً يتحدثان ويضحكان والابن يعيث في المكان فساداً من حيث الركض ورمي الماء والصوت العالي ما جعل الكثير يستاء ويخرج باحثاً عن مكان آخر، فما كان من موظف الاستقبال إلا أن أتى لأبي الفتى قائلاً له حرصاً على سلامة الصغير الرجاء إمساكه وبأسلوب لبق وبابتسامة عريضة كان هذا الطلب، إلا أن الرجل وضع رجلاً على رجل ويشير بإصبعه في وجه الموظف العربي قائلاً له انه لادخل له بسلامة الصغير وأنه دفع مقابل الجلوس والأكل ولابنه الحق باللعب والترفيه عن نفسه بأي حال، فقال له الموظف: الناس انزعجت فكان الرد: من لايعجبه مع السلامة، أنا لن أخرج وابني لن يهدأ. سكت الموظف وانسحب مع انسحاب الكثير من الناس ولسان حال الموظف يقول «الزبون على حق» أي حق هذا؟؟ ومازلنا نقول إن أعمالنا هي التي تحتاج وتحتاج، بعد هذه المواقف أيقنت أن من يواجه الناس هو حقاً من يحمل الوظيفة المرهقة جسدياً ونفسياً لأنه قد يخسر كرامته جراء بعض البشر ويضطر للصمت حتى لا يخسر مصدر رزقه. ولن أقول إن دول العالم المتحضر لو تجرأ أحد على موظف الاستقبال بأي لفظ وبأي حال يحق للموظف عدم خدمته، بل ورفع شكوى عليه لاسترداد كرامته التي أهدرت، هذا في العالم الآخر أما في عالمنا هذا قد يموت موظف الاستقبال كمداً وحسرة وقهراً ولسان حاله يقول «الزبون على حق»، دمتم بخير.