كشف وزير الخارجية الأميركية جون كيري أمس الأربعاء (16 سبتمبر/ أيلول 2015) أن روسيا اقترحت على واشنطن إجراء «محادثات بين عسكريين» بشأن النزاع في سورية، من دون أن يوضح ما إذا كان المقصود كيفية محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وغداة اتصال هاتفي جديد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أعلن كيري أن الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو إلى النظام السوري سيؤدي إلى تفاقم النزاع في سورية. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الخارجية في واشنطن: «عرض الروس أن نجري حواراً ونعقد اجتماعاً بين عسكريين» بشأن النزاع السوري. ولم يكشف ما إذا كانت هذه المحادثات ستتركز على سبل مواجهة تنظيم «داعش». وكانت الاتصالات تكثفت خلال الأسابيع القليلة الماضية بين واشنطن وموسكو بشأن الملف السوري على رغم تباعد وجهات النظر بين البلدين. وأضاف كيري أنه خلال اتصاله الهاتفي الثالث خلال أسبوع مع نظيره الروسي «قلت بشكل واضح إن الدعم الروسي المتواصل للأسد يمكن أن يفاقم النزاع وينسف هدفنا المشترك بمكافحة التطرف». كما كرر كيري القول إن الولايات المتحدة تبحث عن «حل سياسي» في سورية في الوقت نفسه الذي تحارب فيه «داعش»، وإن واشنطن تريد من موسكو أن تلعب «دوراً بناء» في هذا المجال. وكانت روسيا عززت خلال الأيام القليلة الماضية وجودها العسكري في محافظة اللاذقية بالتزامن مع تعرض النظام لنكسات عسكرية على الأرض. ونفت موسكو أمس صحة تقارير تحدثت عن بنائها مدرجاً للإقلاع والهبوط في سورية. وقال نائب رئيس هيئة الأركان الروسية، نيكولاي بوجدانوفسكي لوكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) إن مثل هذه الخطط غير موجودة «في الوقت الراهن». كما نفى الكرملين أمس تصريحات أدلى بها الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري ومفادها أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عرض في العام 2012 تنحي الرئيس السوري بشار الأسد في إطار خطة لتسوية النزاع في سورية. وقال اهتيساري الحائز جائزة نوبل للسلام في مقابلة نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية إن تشوركين «قال ثلاثة أمور: أولاً، يجب عدم تزويد المعارضة بأسلحة، ثانياً يجب البدء بحوار بين المعارضة والأسد على الفور، ثالثاً يجب أن نجد مخرجاً لائقاً لانسحاب الأسد». وهذه المحادثة مع السفير الروسي في الأمم المتحدة، كانت في فبراير/ شباط 2012 خلال مناقشات بشأن تسوية النزاع السوري أجراها اهتيساري مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي. لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف نفى ذلك. ونقلت وكالة «تاس» الرسمية عنه قوله: «لا يسعني إلا أن أكرر مجدداً أن روسيا لا تتورط في تغيير الأنظمة. فاقتراح أن يتخلى أحدهم عن منصبه، بغض النظر عما إذا كان ذلك بطريقة لائقة أم لا، هو أمر لم تفعله روسيا مطلقاً». من جهة ثانية، أعلن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال لويد اوستن أمس أن «أربعة أو خمسة» معارضين سوريين فقط دربتهم الولايات المتحدة وجهزتهم، يقاتلون على الأرض في مواجهة تنظيم «داعش». وأقر الجنرال اوستن في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن «عدداً صغيراً» فقط من 54 مقاتلاً دربتهم الولايات المتحدة وهوجموا من قبل مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة فور دخولهم إلى سورية، يقاتلون اليوم على الأرض. وقال السناتور الجمهوري جيف سيشنس: «إنه فشل كامل» في حين اعتبرت السناتورة الجمهورية كيلي ايوت أن الأمر لا يعدو كونه «مزاحاً». وكانت الولايات المتحدة باشرت الربيع الماضي تدريب وتجهيز معارضين سوريين معتدلين بعد انتقائهم بعناية للمشاركة في قتال «داعش». إلا أن البرنامج الذي خصص له الكونغرس 500 مليون دولار لم يتمكن من الإقلاع، إذ تم تدريب 54 شخصاً فقط حتى الآن مع أن الهدف كان تدريب خمسة آلاف سنوياً. إلى ذلك قال وزير الدفاع الأسترالي كيفين اندروز أمس إن المقاتلات الأسترالية دمرت ناقلة أفراد مدرعة تابعة لتنظيم «داعش» في أول عملية للقوات الأسترالية في سورية. كانت أستراليا وافقت الأسبوع الماضي على توسيع الضربات الجوية التي تشنها على التنظيم المتشدد في العراق لتشمل سورية، وذلك استجابة لطلب رسمي من واشنطن. وقال اندروز للصحافيين في كانبيرا: «بوسعي القول إن مجموعة المهام الجوية أنجزت قبل يومين أولى ضرباتها لهدف تابع لداعش في شرق سورية فدمرت ناقلة أفراد مدرعة».