العادات الغذائية، والقيادة الآمنة، وفوائد الرياضة، وتجنب المخدرات.. أربعة أركان رئيسة انطلق منها المتحدثون في كتابة الوصفة المعرفية لندوة (حياتك .. أمانة) في "فنار (سابك) الصحي"، التي عقدت أمس الأول في "مسرح الفعاليات"، وسط حضور كثيف من الزوار والمتخصصين، يتقدمهم وفد رفيع من شركة (أرامكو السعودية)، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. الندوة قدمها الإعلامي صلاح الغيدان وتحدث فيها كلاً من: اللواء المتقاعد د. عبدالله السعدون عضو مجلس الشورى والكاتب الصحافي، وعبدالإله الشريف الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، ومحمد الشريف إعلامي ومدرب معتمد في تطوير الذات، و د. محمد الأحمدي أستاذ مساعد في جامعة الملك سعود. في البداية شدّد اللواء عبدالله السعدون على معرفة الجميع بالعادات الصحية السيئة، ولكن المعرفة لوحدها لن تحميهم من تداعياتها في حال غاب الالتزام الذاتي بسلوك عملي للوقاية، معلقاً "العبرة بالتطبيق ولابد من البدء الآن". وأكد عبدالإله الشريف بدوره على عناصر عديدة يمكنها الوقوف معاً في وجه الإدمان، ومنها الرقابة الأسرية، والتربية الوسطية، وغرس القيم الدينية مع المتابعة المستمرة للأبناء في المدرسة أو في بيئاتهم الاجتماعية الأخرى، مشيراً إلى أن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) يدعم كل المواهب والكفاءات في مجالات التطوع والإنتاج الإعلامي والفني، خاصة القادرين على دعم جهود التوعية والتثقيف. من جانبه كشف محمد الشريف الذي تعرض لإصابة مقعدة في حادث سير أن عمله حالياً في مجال التأهيل جعله يقف على ازدياد إعاقات الحوادث بين الشباب السعودي، منادياً باتباع قواعد القيادة الآمنة التي من شأنها تقليل فرص الإعاقة نتيجة حوادث السيارات، ومختزلاً نصائح عدة في عبارة واحدة تقول "حزام أمان مؤقت أفضل من كرسي دائم". أما د. محمد الأحمدي فقد استعرض ورقة ثرية حول "الجلوس" باعتباره أحد أكبر المخاطر التي تتهدد الصحة، حيث وصفه ب"التدخين الجديد"، وقدم عدداً من الدراسات التي تنصح بأن يقابل كل ساعة جلوس 10 دقائق من الحركة، وإلا فإن الجلوس سيكون بخطورة تناول سيجارتين على الأقل، كما ربط بين الخمول وعدة أمراض، كهشاشة العظام، والسكري والتهاب المفاصل، والسكتة الدماغية وغيرها. ندوة (حياتك.. أمانة) قدمت وصفتها المعرفية بشكل متخصص أتاح للحضور أن يعرفوا ماعليهم معرفته حول نمطهم الحياتي وانعكاساته الصحية، كما سهلت لهم إمكانية أن يسألوا المجرب وأن يسألوا الطبيب معاً هذه المرة، وهي فكرة كانت حاضرة باستمرار في فعاليات "فنار (سابك) الصحي"، الذي أكد للجميع أن الأرقام ليست مجرد معلومة لمعرفتها ذات يوم، ولكنها حقيقة لمواجهتها اليوم بالذات.