×
محافظة المنطقة الشرقية

دراسة : «الشوكولاته» تتوغل في بيوت السعوديين

صورة الخبر

ناشد مثقفون وزارتي الحج والثقافة والإعلام تعزيز حضور المثقف في موسم الحج من خلال استقطاب أسماء ثقافية فاعلة وتمكينها من المشاركة في فعاليات المؤسسات الثقافية في المملكة منذ مطلع شهر الحج وحتى انتهاء الشهر، ويرى الناقد الأكاديمي الدكتور محمد الصفراني أن الحج لم يعد قرارا فرديا بل نشاطا دينيا مؤسساتيا تنظمه وزارات متعددة في مقدمتها الحج والصحة والداخلية والخارجية لكل منها برنامجها الخاص الذي يتكامل مع غيره من برامج الوزارات المنظمة للحج ليخرج في نهاية الموسم بنتائج يرضى عنها الجميع، لافتا إلى أن المثقف في هذه التظاهرة الدينية لا يظهر على مشهد الحدث إلا بوجود برامج تنظم حضوره وتفاعله ووزارة الثقافة والإعلام هي المعنية بوضع البرامج الثقافية الفاعلة في مواسم الحج من خلال الاستفادة من الطاقات والأسماء ذات القيمة العلمية التي تحضر لأداء فريضة الحج وغيرها من الأسماء التي يمكن استضافتها من الداخل والخارج لإنجاح الفعاليات الثقافية في موسم الحج، مشيرا إلى أن الوزارة قدمت برامج ثقافية كثيرة خلال المواسم السابقة، ويذهب الروائي السعودي خالد المرضي إلى أن الحج في منظوره الأشمل ليس شعيرة دينية فقط، بل هو أعمق من ذلك بكثير إذ الحج من أكبر الأصعدة التي تجتمع فيها كل هذه الأعداد الهائلة بمختلف ثقافاتها ولغاتها وكما هو معروف فالتنوع إثراء. وأضاف حين النظر لتاريخ هذه الشعيرة نجد أنها كانت محفلا للتلاقح الثقافي، فقبل الإسلام كانت تزدهر أسواق عكاظ وذي المجاز وغيرها مع مواسم الحج وتعقد متزامنة معه، حتى أننا قرأنا أيضا عن مكة وما تركه الرحالة الذين استهواهم هذا الجمع وخلفوا لنا الجميل في أدب الرحلات مثل برايتون وداوتي ودوركهايم وغيرهم حتى لو تحفظنا على بعض طرحهم أو نوايا حضورهم، ولفت المرضي إلى قصائد الشعراء المناسباتية عبر مختلف العصور فالحج تظاهرة كونية، وحضور المثاقفة في الحج يثري هذه الشعيرة ويرتقي بمعرفة الأمة وتنامي وعيها، متمنيا لو تحضر الترجمة وتقام الندوات وتعقد اللقاءات، وتفعل الأسواق القديمة لكن بهيئة حضارية تفيد من هذا الحضور الكثيف، فتقرأ أحوال الأمة ويتبادل مثقفوها أفكارهم ورؤاهم وخبراتهم ونتاجهم في شتى شؤون الحياة، مشيرا إلى أن المثقف غاب وغيب في ذات الوقت بطريقة أو بأخرى. من جهته روى الرئيس السابق لتحرير مجلة الحج والعمرة حسين بافقيه عن ياقوت الحموي أن عالما يئس من العثور على كتاب (النبيء والمتنبئ) للجاحظ، بعد أن مكث مدة يبحث عنه في كل مكان، واتفق أن حج في عامه ذلك فأجر مناديا في الموسم ينادي: من يدلني على كتاب النبيء والمتنبئ، مشيرا إلى أن هذه الحكاية تنقل لنا وجها من وجوه الحج، وهو الثقافة متمثلا في دور موسم الحج في نشر الكتب والثقافة والأفكار في طول العالم الإسلامي وعرضه. ووصف بافقيه الحج إلى البيت العتيق بالحبل السري الذي يصل أهل هذه الناحية أو تلك بمركز الأمة وروحها، وأضاف أن الحج أقرب ما يكون إلى المدد الديني والاجتماعي والثقافي والسياسي لأمم ومجتمعات، وعزا انتشار المذاهب الفقهية في بعض البلدان إلى الرحلة إلى الديار المقدسة والمرور بمجتمعات إسلامية مختلفة ما أسهم في نقل العلوم العربية، ومختصرات الفقه، ومتون العلوم الإسلامية ولا تزال شاهدة على أن تلك المجتمعات تحتفظ في واقعها وفي ذاكرتها الثقافية والاجتماعية بتلك الثقافة التي عمقها الحج والرحلة إلى البيت العتيق فيها، وربما وجدت في التمسك بها سر بقائها واستمرارها في التاريخ، ولفت إلى أن وزارة الحج تخطو خطوة موفقة من خلال ندوة الحج باستقطابها عديدا من النخب المثقفة من كل بلدان العالم وأسهموا في ندوة الحج الكبرى ومن الأسماء العربية سعيد بنسعيد العلوي والسيد ولد أباه، ورضوان السيد ويوسف القعيد وجمال الغيطاني، لافتا إلى أن الحج منافع وعبادة كما ورد في الآية الكريمة ومؤكدا تراجع وخفوت حضور المثقف في الحج، ومرجعا هذا التراجع إلى نشوء عديد من الإجراءات التنفيذية المرتبطة بتنظيم الحج ومنها محدودية مدة إقامة المثقف وتنقلاته ضمن جدول زمني ضيّق مؤملا أن تنسق وزارة الثقافة مع وزارة الحج وإدارة الجوازات لتسهيل دعوة بعض الأسماء المثقفة وتفعيل حضورهم بأكثر من ندوة وأمسية في جدة ومكة والطائف.