يكرس الاحتلال سياسة خنقه وحصاره لغزة، من خلال إغلاقه كافة المعابر التجارية المؤدية إليها، وإبقاء معبر كرم أبو سالم، كمنفذ وحيد لإدخال مختلف أنواع البضائع، بينما كان في وقت سابق يخصص معبر لمواد البناء وثان للوقود وآخر للسلع وغيرها لبقية المواد الموردة والمصدرة. معوقات أكثر ويفاقم هذا الواقع من معاناة سكان القطاع، مثلما يتسبب بمزيد من المعيقات لحركة الاستيراد والتصدير، إضافة إلى أن موقع المعبر في أقصى جنوب القطاع، يرفع تكاليف النقل وبالتالي زيادة أسعار الواردات وتكاليف الصادرات على محدوديتها. وائل الأغا: الجميع يطالب بإلغاء المعابر(الجزيرة) ويؤكد رئيس هيئة المعابر والحدود بالسلطة الفلسطينية نظمي مهنا أن الاحتلال يسمح بإدخال ستمئة إلىسبعمئة شاحنة يومياً خلال أيام عمل المعبر، في حين تعادل الكميات المصدرة نسبةصفر%. وهذا يعني -بحسب المسؤول الفلسطيني الذي تحدث للجزيرة نت عبر الهاتف- أن ما يسمح بإدخاله يتراوح ما بين ثلاثين إلى أربعين في المئة، مقارنة بالأوضاع السابقة للانقسام منتصف يونيو/حزيران 2007، ما يؤكد أن إنهاء حالة الانقسام تشكل بداية لمعالجة أزمات غزة وفي مقدمتها المعابر، وفق تقديره. " رغم زيادة أعداد المتنقلين عبر معبر إيريز خلال الفترة الأخيرة، ووصولهم إلى نحو ألف وخمسمئة شخص يومياً، فإن المعبر تحول إلى مصيدة لابتزاز واعتقال الفلسطينيين، وفق خليل شاهين مدير وحدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان " ويبين أن هيئة المعابر انتهت من تطوير 47 ألف متر مربع تتسع لألف شاحنة بمعبر كرم أبو سالم، بينما إجراءات التخطيط متواصلة لتخصيص تسعة آلاف متر مربع كمعبر خاص بمشتقات البترول داخل معبر كرم أبو سالم البالغة مساحته 186 ألف متر مربع. ويمنع الاحتلال إدخال أعداد كبيرة من أصناف السلع والمواد الأولية، بذريعة دخولها في تصنيع سلاح المقاومة الفلسطينية، ويرفض السماح بإدخال مواد البناء بشكل طبيعي وبكميات كبيرة كما كان سابقاً، ويسمح بذلك في إطار محدود لا يلبي احتياجات السكان المتزايدة خصوصاً بعد ثلاث حروب مدمرة. وتظهر إحصائية رسمية أن الاحتلال لم يسمح خلال شهر يونيو الماضي، بإدخال سوى 1.7 في المئةمن الإسمنت من احتياجات إعادة الإعمار الفعلية، ونصف الواحدفي المئة من الحديد، و1.3 في المئة من الحصى. وعلى صعيد الأفراد، تخصص سلطات الاحتلال معبر إيريز (بيت حانون) بشمال القطاع، لتنقل فئات محدودة، كالصحفيين الأجانب والعاملين بالمؤسسات الدولية والمرضى من ذوي الحالات الخطيرة والتجار، وذلك وفق إجراءات مشددة. مصيدة ورغم زيادة أعداد المتنقلين عبر معبر إيريز خلال الفترة الأخيرة، ووصولهم إلى نحوألف وخمسمئة شخص يومياً،فإن المعبر تحول إلى مصيدة لابتزاز واعتقال الفلسطينيين، وفق خليل شاهين مدير وحدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان. ويعتبر الحقوقي الفلسطيني أن زيادة أعداد المسموح لهم بالمغادرة، وهمية وشكلية مهما زاد العدد، لأن الأصل في معبر إيريز هوالحرية والتنقل من دون قيود. ويصف شاهين -في حديثه مع الجزيرة نت- آليات عمل المعابر الحدودية لغزة بمأسسة الحصار، الذي بات مقبولاً للمجتمع الدولي، رغم نتائجه الكارثية للفلسطينيين وفق المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية. ويحذر من تسبب تداعيات آليات عمل معبري إيريز وكرم أبو سالم، في تسريع اعتبار غزة غير صالحة للحياة البشرية قبل عام 2020، وهو العام الذي توقع تقرير للأمم المتحدة أن تصبح غزة عنده غير صالحة لأي شكل من أشكال الحياة الإنسانية.