×
محافظة الحدود الشمالية

انفراج أزمة توزيع الأراضي الصناعية بطريف

صورة الخبر

للمملكة العربية السعودية -منذ تأسيسها وحتى اليوم- تاريخ رائد ومشرف في مساندة القضايا والشعوب العربية والإسلامية في شتّى الميادين والمحافل الدولية؛ سياسيًّا، وثقافيًّا واجتماعيًّا وعلميًّا (يكفي شاهِدًا على ذلك الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي لا تقل نسبة طلاب المِنَح فيها عن 80%، ووصل عدد مَن تخرّجوا فيها منذ تأسيسها قبل (52 عامًا تقريبًا) إلى أكثر من (70 ألف طالب) يمثلون (200) جنسية، وإقليم حول العَالَم! أمّا الميدان الأهم الذي تنشط فيه (السعودية) أكثر فهو تلك العطاءات المالية والإغاثية المتواصلة التي تقدمها استشعارًا بالواجب، ودَعْمًا للأشقاء دون قَيْد أو شرط، أو ارتباط وبَحْث عن مكاسِب أيدلوجية، أو فكرية، أو إعلامية كما تفعل بعض الدول! وأذكرُ أني أَدَرْتُ في محرم 1430هـ حوارًا في الجامعة الإسلامية لمعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف حول المساعدات السعودية للدول والأقليات المسلمة، أكد فيه بأنّ مجموع التبرعات المالية فقط التي قدمتها السعودية وصل إلى (90 مليار دولار) حتى عام 2007م، فلو أضفنا لها المليارات التي أُنفِقَت بعد هذا التاريخ، وفي جوانب أخرى سنكون أمام أرقام كبيرة جدًّا، أنفقتها المملكة بسخاء لمساعدة الأشقاء والأصدقاء! ولأنّ عطاء بلاد الحرمين الشريفين لا يَجِف ولا ينقطع أبدًا مهما كانت الظروف الاقتصادية التي تعيشها، ها هي تواصل اليوم دعمها للشعوب العربية والإسلامية في مختلف أصقاع الأرض! (والشّعب السوري الشقيق) ومنذ اندلاع أزمته كانت (السعودية) في المقدمة في دعم هذا الشعب الطيب، فأراضيها استقبلت واحتضنت ما يزيد على (مليونين ونصف) لم تسمهم أو تعتبرهم لاجئين، بل رفعتهم إلى مقام الأخوة في بلدهم الثاني، (وهم كذلك)، فتحت لهم المدارس والجامعات والمشافي، وقدمت لهم العون والرعاية في مختلف المجالات. أمّا اللاجئون منهم في دول الجِوار فنظمت المملكة لهم الحملات والجُسور الإغاثية الحكومية والشعبية التي بلغ مجموعها حتى مارس 2015م أكثر من (700 مليون دولار)، وهو ما أشادت به المنظمات الدولية الفاعلة التي تنطق بالمصداقية! فَعَلَت (السعودية) ذلك دون أن تُتَاجِر بهم أو بقضيتهم سياسيًّا أو إعلاميًّا، ومن غير أن تخضع للضغوط -دولية أو إنسانية- كما صنعت بعض الدول الأوروبية التي استضافت ما لا يتجاوز (200 ألف) من اللاجئين السوريين قبل أيام! ورغم ما تبذله هذه البلاد الطاهرة من أموال ومبادرات مختلفة لدعم أشقائها، إلاَّ أن هناك أصواتًا وأقلامًا حاقدة من العَرب أو مَن يديرونهم تنتهِز أية فرصة لطعن المملكة العربية السعودية، مُشَكّكَة بمواقفها الثابتة تجاه أشقائها! تلك الأصوات الحاقدة أنادي بملاحقتها قضائيًّا، لَفَضْحِهَا، وإسكاتها، وإيقاف ما تبثه وتُروّجُ له من أكاذيب، وفي الوقت نفسه أطالِب بإعادة النظر في سياستنا الإعلامية الخارجية التي عليها أن تتخلّى عن (سياسة الصّمت)، وأن تمارس دورها في نقل الصورة الحقيقية للعالَم الخارجي، خَالِي الذِّهْن والباحث عن الحق! aaljamili@yahoo.com