هنا بلدي أخاف عليها.. كأني أخاف على ولدي أصافح كل اللغات.. وكل البلاد ونقش تضاريسها في يدي. إمارات.. أنت صباي إذا ما وَهَنْتُ ودَبّتْ ليالٍ عجافٌ على منحنى وتدي وأرضك منبت حلم الصغار الذين يغنون كل صباح: هنا بلدي. ويرسم وجهك درس سلام فتكتب كل دفاتره كلمات قصيد تشكل من مطر وندى من صفا بردِ. عرفتك ذات صباح وذات مساء .. وذات الزمان جميعه بيتا وفيه النهار كنور من الله مُتّـقِدِ فلست أخاف .. وفرسانك الفاتحون - على خيل عاصفة أملاً للحياة- بقلبٍ على أرض حبك متحدِ؟! روح بلادك من قبل ذهابك .. ضع بصمة فَرّع منها أشجارا إن ظمئت تجري في الأفق لترويها غيمة سَمِعَتْ خطواتِك تمشي بإيقاع في مساراتها العليا كائناتٌ ترقب نورك من جحر الظلمة إيقاع يهدر في رئتيك بروح بلادك يأخذنا في ظلك .. نقرأ عيش الصبر على ضوء الحكمة.. فنبدد في معنى الأوطان مسارات العتمة هأنت الفارس تنتظر الأيامُ الصعبةُ مَقْدِمَهُ.. كتبت في ذاكرة الأزمان اسمه سكنته إمارات عشقته ابناً تَوّجَتْه سلاماً للأمة. واسم الله.. حضن للروح أوينا فيه لكي لا يبقى من شجن إلا عزا.. وذراع الحب يطوقنا. يا رباه.. ما الحب سوى نعمة.. رسالتان أتتني رسالته: يا أبي .. كيف أمي؟ عيالي لديكم وضرب الظلام عَظُمْ فقد لا أعود .. فأصحب إخوة دين وعُرْبٍ ودم.. إلى آخر الدرب حيث الشهادة.. أفدي بلادي التي علمتني أعيش عزيزا أشم حفظت رسالته في ثنيات منديله.. كان مأوى دموع طفولته. كتبت له: ولدي .. يابن قلبي عيالك روحي .. وأمك في قدرة الصبر أم وفي الأمهات تسير بتاج تَعَزّ به وتقول بقلب وفم ذاك اِبني الذي سار نحو الفدا سأراه .. بإذن الذي بحنيني وصهد اشتياقي عَلِمْ.. فنقرأ مكتوبه عند باب النهار ومن حولنا صلوات الذين يمرون.. يرمون أسماعهم عندنا حين يحكي السكون ملامحه وبلاد الضياء.. الأمان.. المحبة.. في وجهه تبتسم.