إن ما مرت به دولتنا الحبيبة خلال الأيام الماضية أمر جلل، لكنه كشف عن عمق إيمان أبنائه بربهم، وتمسكهم بتعاليم دينهم، ومعدنهم الأصيل، ومدى ترابطهم وتماسكهم، وأكد بلا شك أن ما غرسه الآباء المؤسسون حينما اجتمعت قلوبهم وإرادتهم على قلب رجل واحد، لتكوين هذه الدولة. وأن ما زرعه وسقاه ونماه زايد، قد أينع بأبهى صوره في هذا التلاحم الوطني المنقطع النظير، والفريد في معناه ومغزاه، والذي أثبت للعالم كله، ولكل المشككين والمتربصين والحاقدين، بأن أبناء هذا الوطن على قدر المسؤولية، ولم ولن يبخلوا بالذود عن دينهم ووطنهم بأرواحهم، وتسطيراً لصفحات التاريخ بأروع وأنبل صور العطاء والبذل والتضحية، وظهر جلياً مدى عمق ارتباط أبناء هذا الوطن بعضهم ببعض. حيث ذابت الأسماء والكنى والألقاب، وأصبحت القبيلة التي تجمعهم كلهم تحت لقب واحد، وقبيلة واحدة، هي إماراتي، معمدة بالدم وأرواح الشهداء الذين ذهبوا إلى ربهم راضين مرضيين، بعد أن كتبوا سطور المجد باسم هذا الوطن. فجمعتنا دماؤهم الطاهرة في دم واحد يسري فينا كلنا، وينبض بالإخلاص والولاء والانتماء لهذا الوطن وقيادته، إن ما حدث، ورغم الألم الذي صاحبه، أثبت مدى تلاحمنا وقوة جبهتنا الداخلية والمحبة اللا محدودة والمتبادلة بين الشعب وقيادته، أثبت أن هذا الوطن بخير، وأن رايته ستبقى خفاقة عالية بين الأمم.