×
محافظة المنطقة الشرقية

«مبادرون» يطلق «يداً بيد.. نحو مجتمع مبادر»

صورة الخبر

كان طه حسين - رحمه الله - يحمل مشروعاً تنموياً لمصر عبّر عنه في كتابه الشهير "مستقبل الثقافة في مصر"، والذي طبق الكثير من أفكاره عندما تولى وزارة التربية والتعليم المصرية.. وكانت أشهر عباراته بأن التعليم من حق كل مواطن كالماء والهواء.. كان يرى أن انفتاح مصر على دول البحر الأبيض المتوسط سوف يمهد لمصر الكثير من فرص النمو عبر ارتفاع المستوى التعليمي خصوصاً من اكتساب اللغات الأجنبية. الغريب أن هذا الاكتساب لم يتوقف عند مصر؛ ولكن حدث أن كان هناك اهتمام قوي أيضاً لدى دولة المغرب العربي.. وتونس تبنت أغلب أفكار طه حسين خصوصاً في عهد الحبيب بورقيبة، الذي دعم التعليم بشكل قوي وتعزيز اللغات الأجنبية.. وحققت تونس مستوى اجتماعياً وتنموياً ممتازاً عبر نسبة التعليم وانخفاض الفقر، ولكن عامل السن لم يخدم الحبيب بورقيبة والذي بات يتعرض لإرهاق شديد يعيقه عن القيام بمهامه.. وبعد خروج أبورقيبة عن السلطة تحوّل النظام الجديد إلى نظام منغلق انعكس سلبياً على المجتمع وثروته، حتى انفجر معبّراً عن ثورة كانت شرارة الربيع العربي.. مع هذا السياق كانت المملكة المغربية أوفر حظاً بقربها من أفكار الانفتاح على المجتمعات المجاورة؛ مع الاحتفاظ بالثقافة الإسلامية واللغة العربية، بل طرحهما كهوية ثقافية عميقة.. وكان انعكاس هذا الانفتاح أن ازدهرت المغرب كثيراً وأصبحت محطة تلاقٍ حضاري بين الشرق والغرب، ومحطة المؤثرات الثقافية لأغلب المجتمعات المتوسطية.. والنتيجة هي استقرار المغرب السياسي وارتفاع فرص نموه.. والسبب ارتفاع الوعي عبر التعليم والمعرفة لتعزيز الهوية الإسلامية والقدرات الفردية، وإيجابياً الاحتكاك مع الحضارات المجاورة لخلق مجتمعات إنسانية متشاركة وليست متصادمة.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net