بتاريخ 25 من كل شهر، يستقبل موظفو القطاع الحكومي معاشاتهم بكل فرح وسرور، وترى الابتسامة على محيا الجميع، وتزدهر الأسواق وتزداد نسبة الشراء، فتلتف يمينا لتشاهد طوابير على آلات السحب وتلتف يسارا لترى الطوابير عن الكاشير، وما إن تمر الأيام حتى تبدأ الأرصدة بالتناقص السريع! فتبدأ الأرقام بالعدل التنازلي أكثر فأكثر إلى أن يصل منتصف الشهر، فتسمع نداء من بعيد وبصوت واحد وبنبرة عالية: (وين راحت رواتبنا ؟!). ثم تشتعل مكاتب الموظفين ومجالس المعلمين والمعلمات بتحليل هذه الظاهرة غير المستغربة، وتبدأ المشاركات الجانبية من الزملاء بالعمل، وتبادل النكت والأمثلة القديمة لتبريرها، فتجد من يرمي المشكلات على غلاء وجشع التجار، وهناك من يقول أن رواتبنا لا تكفي الحاجة ...إلخ، حتى يصلوا آخر الطريق إلى «بركة المال»! الكثير فقط ينظر الإيراد وتناسى المصروف.. إن التركيز على المصروفات أهم بكثير من التركيز على الإيرادات، فالكل باستطاعته أن يكسب، لكن قليل من يستطيع التحكم بمصروفاته. سئل أحد الأثرياء، كيف استطعت أن تجمع ثروتك؟ فرد قائلا: فقط أعرف كيف أتصرف بالمال! هنالك تجربة بسيطة تم تطبيقها من قبل مختصين وهي: كتابة جميع مصروفاتك الشهرية بشكل يومي، وبعد ذلك سوف تندهش وسترى وتتضح لك أنك تنفق أكثر من ما تملك، ثانيا، هل تعرف ما هي أهدافك؟ ثالثاً هل تعرف ما هي أولوياتك؟ إذا أجبت على هذه الأسئلة سوف تجد تساؤلاتك الشهرية (وين راحت رواتبنا ؟!).