×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو: لحظات مرعبة لسائق يقود مركبته وسط حرائق الغابات في كاليفورنيا

صورة الخبر

من المبكر أن ينطبق على حزب العمال البريطاني القول: إلى اليسار در، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية الفوز الذي حققه رئيسه الجديد جيريمي كوربين، الذي يوصف باليساري المخضرم، والمعروف بمناصرته لقضايا الشعوب العادلة، بما فيها قضية الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب العربية. أما لماذا هذا الحذر في التوقعات بانعطافة منتظرة للحزب يساراً ؟ فذلك عائد إلى التعقيدات الكثيرة المحيطة بالرئيس الجديد، سواء داخل أو خارج حزبه. صحيح أنه ظفر بنحو 60% من أصوات أعضاء مؤتمر الحزب، لكن علينا ألا ننسى أن هناك من نسبتهم 40% يعارضونه ويعارضون توجهاته ، وممثلو هؤلاء لم ينتظروا طويلاً بعد إعلان فوز كوربين، حيث حذر أبرزهم توني بلير، رئيس الوزراء الأسبق، من أن نهج الرئيس الجديد سيقلل من فرص فوز حزب العمال في الانتخابات القادمة كمنافس لحزب المحافظين الحاكم. توني بلير بالذات الذي يتزعم الحملة على الرئيس الجديد هو من نجح في تحطيم التقاليد التاريخية لحزب العمال، كونه الأقرب في برامجه لتطلعات الطبقات الوسطى ومحدودة الدخل، بأن جعل منه نسخة أخرى من حزب المحافظين في برنامجه الاجتماعي وفي سياسته الخارجية، بأن ألحق بريطانيا بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في عهد أحد أبرز ممثلي سياسات المحافظين الجدد جورج بوش الابن، وورط بريطانيا في الحرب الغاشمة التي انتهت بتدمير العراق، وإغراق المنطقة العربية في الفوضى. من هذه الزاوية يمكن فهم فوز جيريمي كوربين على أنه تعبير عن توق قواعد حزب العمال إلى استعادة هويته التي تميزه عن حزب المحافظين، واستعادة برنامجه الذي يمكنه عبره من مخاطبة القاعدة الشعبية التي يفترض فيه تمثيلها والدفاع عن مصالحها. و يجب ألا ننسى أن الحزبين معاً، المحافظين والعمال، لا يمكنهما الخروج عن ثوابت النظام السياسي في بريطانيا، تماماً كما هي الحال بالنسبة للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، فرغم الفروقات، هناك قواعد راسخة كالجبال ليس بالوسع تخطيها، تحكمها في النهاية مصالح الطبقة الاجتماعية المسيطرة، طبقة رجال الأعمال وأصحاب المصانع الكبرى، وشركات السلاح. في هذه النقطة الأخيرة يكمن التحدي الأكبر أمام الرئيس اليساري الجديد لحزب العمال. هل بوسعه، مستنداً إلى القاعدة الحزبية الواسعة التي صوتت له، أن يمضي قدماً في تنفيذ البرنامج الذي وعد به ناخبيه، والذي يمس مفاصل السياستين الداخلية والخارجية لبريطانيا، أم سيضطر للتراجع أمام المعارضة الواسعة التي ستظل له بالمرصاد؟ madanbahrain@gmail.com