×
محافظة مكة المكرمة

الدفاع المدني يسيطر على حريق 3 مستودعات في جدة

صورة الخبر

كلمات لامرأة قالتها في أحد أفلامها، قصتها يمكن أن تحمل ألف عنوان وعنوان: ساحرة، مبدعة، غامضة، لم تعرف إلا بعد وفاتها، أعمالها أعادتها للحياة من جديد بفضل غريب، وحين يلتقي الغرباء تنسج الحياة أجمل القصص التي يلعب القدر فيها دور البطل! في عام 2007 كان الشاب الثلاثيني "جون معلوف" يحاول توثيق الحياة في شيكاغو، وكان يدخل المزادات لعله يجد فيها ما يفيده عن تاريخ مدينته، ودفعه القدر إلى شراء صندوق مليء بمئات العلب لصور لم يتم إظهارها بعد (نيجاتيف) 30 ألف فيلم! وحين ألقى عليها نظرة وجدها تحتوي على صور جميلة لكنها لا تفيده في عمله، وبعد عامين عاد إلى صندوقه، وقام بإظهار الصور وكانت المفاجأة أن الصور لم تكن جميلة فقط، ولكنها تسجل حياة مئات البشر عن قرب بأفراحهم وأحزانهم وبؤسهم ومشاعرهم، ما دفعه للبحث عن صاحب هذه الصور التي تضاهي في جودتها عمل أشهر المصورين في العالم من خلال محتوى تلك العلب التي خزنت فيها كل مقتنياتها من إكسسوارات وصحف كانت تقرؤها وفواتير مشترياتها وحتى قصاصات الورق، إلى جانب أفلامها، ما ساعد معلوف على الوصول إلى أغلب الأماكن التي عاشت فيها، والناس الذين التقتهم وسجل أحاديث مع 100 شخص عرفوها عن قرب. فوجد اسم "فيفيان ماي" التي قامت بالتقاط تلك الصور بين عامي 1950 - 1970 وتصوير نفسها من خلال انعكاس صورتها في المرآة وعلى واجهة المحال، حيث بدت امرأة هادئة ذات شعر قصير ونظرات حادة وملابس متواضعة وكاميرا لا تفارق عنقها، سيدة فرنسية ولدت عام 1926 وهاجرت مع عائلتها إلى نيويورك في بداية القرن العشرين وعاشت في عزلة وعملت مربية أطفال، ولعل هذا العمل وفّر لها إضافة للسكن والدخل الذي مكنها من ممارسة هوايتها السرية، فرصة التجول مع الأطفال في الشوارع والحدائق العامة على مدى 40 عاما لتسجل حياة الآخرين ووجوه العابرين عن قرب بكاميرتها ذات العدستين دون أن يشعروا بها وماتت عام 2009 في دار الرعاية التي انتقلت إليها من سكن وفره لها بعض الأطفال الذين ربتهم. واستمرت لعبة القدر ووفاء "معلوف" لتلك الغريبة بوضع صورها على الإنترنت التي بلغت 150 ألف صورة غير مقاطع الفيديو، ما أثار اهتماما عالميا بصورها، وجعل منها واحدة من أهم مصوري الشوارع، كما صنفتها صحيفة "الجارديان"، ولم يكتف بذلك، بل وثق حياتها بفيلم وثائقي نال عدة جوائز ورشح للأوسكار وتم عرضه في منتصف عام 2014، ولا يزال يحظى باهتمام الناس ليس فقط لأنه يحكي قصة امرأة كانت وما زالت غامضة ولم تعرف إلا بعد وفاتها، بل لذلك الشخص الذي كرس جزءا من حياته ليعرف الناس بإنسانة لا تربطه بها أي صلة. فهل كانت فعلا جاسوسة أم مجرد عين ترصد حياة من حولها دون أن تتمكن من مشاركتهم تلك الحياة؟!