×
محافظة المنطقة الشرقية

وزارة الثقافة والإعلام تنظم معرضاً دولياً للخط العربي المعاصر في المدينة

صورة الخبر

يجب ألا نستهين ببعض المظاهر غير المألوفة التي تبرز بين الفينة والأخرى في مجتمعنا ، وألا نختزل مناقشتها في كونها تقليعة شبابية لا أكثر ، وأن الوقت كفيل بتلاشيها بغض النظر عن دراستها من عدمها ؛ الافتراضات السابقة وضعتها لظاهرة بدأت تغزو شبابنا تمثلت في الحضن المجاني الذي شاهدنا كيف قام به بعض الشباب في الأماكن العامة دون أدنى خوف من رقيب داخلي أو خارجي ، والأدهى والأمَّر أنه اقتحم الحرم الجامعي في سابقة تُعد في غاية الخطورة باعتبار أن المؤسسة الجامعية مُحضناً للفضيلة ، وبيئة تنبذ كل ما يُهدد المجتمع على كافة أصعدته . الوضع الذي ظهر به بعض ممارسي ما أتفق على تسميته بالحضن المجاني مؤخراً والمُلفت أنه عُنون بلغة تُخالف لغتنا العربية – وهذا ما جعلني أتخذه أيضاً عنواناً للمقال يعكس جفافاً عاطفياً بين أوساط الشباب الذي تُعد مرحلتهم الحالية في أمس الحاجة لإشباعها بشكل نضمن معها القدرة على التوجيه السليم لطاقاتهم الكبيرة ، وتوجهاتهم العنفوانية التي يرون أن من أبسط حقوقهم إبرازها بحُجة أن لهم ثقافة مُستقلة لا ترتهن لثقافة وسلوكيات من سبقهم من الأجيال ، ومع وجاهة طرحهم المتمثل في الاستقلالية إلا أنه من غير الممكن الإقرار على كل ما يُمارسونه استناداً لما تُخوله لهم هذه الاستقلالية . التعامل السليم – من وجهة نظري – في معالجة هذه الظاهرة لا يقتصر في قيام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر بالقبض على ممارسيها ، وتحويلهم بعد ذلك إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام بحكم أنه فعل منافٍ للآداب العامة ولا بد من ردعهم قانونياً ، بقدر ما تقع المعالجة الإيجابية على المُتخصصين في علمي النفس والاجتماع بحكم أنهم القادرون على سبر أغوار المُشكلة ، ومعرفة مُسبباتها والوقوف على دوافعها الداخلية ومُحفزاتها الخارجية ؛ فمتى ما أستطاع هولاء المُتخصصون تشخيص مُنطلقاتها فإن سهولة حلها باتت قاب قوسين أو أدنى ، وحث الجهات ذات العلاقة بتنشيئة وتعليم الشباب على الأخذ بنتائجها ، أما التصدي – فقط – لتطبيق الجزاء دون دراسات علمية نفسية واجتماعية ؛ فأعتقد أننا مثل من يسكب البنزين على النار ، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن ردود أفعال هذا الجيل فيها من التشنج ما يجعلهم مُغايرين في تقبل مُعارضيهم ما لم يكن قائماً ذلك على الإقناع والإقناع فقط . د . محمد الثبيتي [emailprotected] @dmohammadalthob رابط الخبر بصحيفة الوئام: Free hug