×
محافظة حائل

من شرفة الشمال.. حائل تطلق جائزة الرواية

صورة الخبر

أدى صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، عصر أمس، في مسجد الشيخ زايد برأس الخيمة، صلاة الجنازة على جثامين ستة من شهداء الوطن من أبناء إمارة رأس الخيمة، الذين ارتقوا إلى العلا مع من سبقوهم من إخوانهم الشهداء من جنودنا البواسل، المشاركين ضمن قوة التحالف العربي في عملية إعادة الأمل في اليمن. وأعرب سموّه، عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الشهداء الأبرار، مؤكداً أن أبناءهم الشهداء هم أبناء للوطن كله، وهم مبعث فخر واعتزاز، وسطروا ببطولاتهم تاريخاً مجيداً للإمارات، فسيّجوا حدودها بدمائهم الطاهرة ورفعوا رايتها عالياً. أدى الصلاة إلى جانب سموّه، الشيخ عمر بن صقر القاسمي، والشيخ أحمد بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الموانئ، رئيس مجلس ادارة هيئة المنطقة الحرة، والشيخ عبدالله بن حميد بن عبدالله القاسمي، رئيس مكتب صاحب السموّ حاكم رأس الخيمة، والشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي، والشيخ أرحمة بن سعود بن خالد القاسمي، نائب المدير العام لشركة أسمنت الاتحاد برأس الخيمة، والشيخ محمد بن سعود بن خالد القاسمي، والشيخ عمر بن سالم بن محمد القاسمي، إلى جانب عدد من الشيوخ وشيوخ القبائل والمسؤولين، وقيادات ومنتسبي القوات المسلحة، وجموع غفيرة من المواطنين. ودعا الجميع الله عزّ وجلّ، أن يتغمّد شهداء الوطن بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. وفي مشهد مهيب شيعت رأس الخيمة، جثامين الشهداء الستة إلى مثواهم الأخير.. وتقدم الخليج لمحات من سير شهداء الوطن الستة، أبطال القوات المسلحة. مهام وطنية على مدى ربع قرن قال علي السعدي، ابن شقيقة الشهيد راشد محمد الخنبولي، 51 عاماً، أب لثمانية أبناء، خمس بنات و3 أولاد: إن الأخير حافظ على مدار سنوات خدمته في صفوف قواتنا المسلحة، التي قاربت ربع قرن، على الأخلاقيات العامة والعسكرية تحديدا، وكان نموذجا في أداء الواجب العسكري والوطني إجمالاً. وبين السعدي أن آخر اتصال أجراه مع الشهيد كان في الليلة التي توجه فيها إلى اليمن، أكد فيه عزمه على مواصلة الخدمة والعمل في القوات المسلحة، إيماناً منه بقيمة خدمة الإمارات وأداء الواجب الوطني والذود عن أمن الوطن واستقراره، وسبق للشهيد المشاركة في أداء واجبات وطنية وقومية أخرى، ضمن صفوف القوات المسلحة، خلال حرب تحرير الكويت عام 1991م، وفي كوسوفو، والبحرين، وسواها. وشدد السعدي على أن استشهاد خاله على أرض المعركة، فوق ثرى اليمن، يشكل دافعا لأبنائه وأقاربه وأبناء الوطن الطيب إجمالا نحو مواصلة العمل في خدمة هذا البلد والدفاع عن حماه والمحافظة على مكتسباته وإنجازاته الضخمة على مدار الأعوام الماضية، وهو يزيدنا انتماء للإمارات وولاء لقيادتها، ويحثنا على المضي على درب نصرة الشرعية وحقوق الشعوب الشقيقة، معتبرا أن الشهيد شرفنا باستشهاده دفاعا عن الوطن والأمة، وزرع فينا الفخر والاعتزاز. لا تذرفوا الدموع إذا استشهدت سالم راشد جديد الحسلماني الشحي، 35 عاماً، متزوج وأب لبنتين وولدين، تتراوح أعمارهم بين عام واحد و7 أعوام.. قال عنه علي جديد الحسلماني الشحي، ابن عمه: إن الشهيد التحق بالقوات المسلحة منذ نحو 18 عاماً، وشكل مثالاً مشرقاً لأهله ولمنتسبي القوات المسلحة، مؤكداً أن شهيد الواجب الوطني كان محبوباً لطيب أخلاقه وحرصه على التواصل مع الآخرين، من أهل وأقارب وأصدقاء وزملاء وجيران، والمشاركة بحرص في أفراحهم وأحزانهم المختلفة. وصية الشهيد سالم الشحي، التي تركها أمانة لدى زوجته، في اتصال هاتفي قبل استشهاده في واقعة الغدر، هي ألا تبكيه في حال استشهاده، مشيراً إلى أن آخر اتصال شخصي له مع الشهيد كان قبل أربعة أيام من واقعة الجمعة، التي ذهب فيها ورفاقه شهداء أبرارا، وطمأنه خلال الاتصال عن أحواله، هو وزملاؤه. وأكد أن والدة الشهيد كانت تتصل بفلذة كبدهاً يومياً، خوفاً على سلامته وشحذاً لهمته، فيما كانت تصاب بحالة من القلق والهم المتواصل في حال عدم رده على اتصالاتها. أم الشهيد ورغم ألم الفراق ولوعة غيابه، لكن والدة الشهيد، بعد أن بلغها نبأ استشهاده وروى دمه أرض الشرف والكرامة، استقبلت الخبر بمشاعر تمزج بين الحزن والاعتزاز والفخر بابنها القريب إلى قلبها، باعتبار أنه قدم حياته من أجل الوطن، وشكل مع رفاقه من أبناء القوات المسلحة صورة زاهية للانتماء للوطن والولاء لقيادته، ومثلوا رموزا وطنية، وعكسوا نماذج مشرقة عن أبناء الإمارات. مسجد عن روح والديه من شهدائنا أيضاً، راشد علي سعيد المشورب الشحي، 45 عاماً، من منطقة خت في رأس الخيمة، متزوج، وأب لسبعة أبناء، بنت واحدة و6 ذكور. كان يتطلع قبل استشهاده، كما قال ابنه الأكبر (حمد) إلى بناء مسجد أو أي مشروع خيري عن روح والديه، رحمهما الله تعالى، ليكون لهما الأجر الجاري، لكن حلمه لم يتحقق، فيما سنسعى نحن لترجمته إلى واقع، بحسب ابن الشهيد. حمد، 22 عاماً، قال أيضاً عن والده: إن الصلاة كانت شيئاً مقدساً بالنسبة للشهيد، يحرص على تأديتها في وقتها، ويواظب على متابعة التزام أبنائه بأدائها، وقبل أن يتوجه إلى عمله في القوات المسلحة في ساعة مبكرة من كل يوم، كان يحرص على إيقاظنا فجراً، لأداء صلاة الفجر حاضراً، فيما يتابع بعدها مدى التزامنا بـالفريضة، ويلح علينا بشكل متواصل، لنحفاظ عليها في أوقاتها الخمس. الليلة الأخيرة والوداع اللحظات الأخيرة، التي سمعت فيها العائلة صوت الوالد، بحسب نجله الأكبر، كانت في الحادية عشرة و20 دقيقة من ليلة يوم الخميس، قبل يوم الحادث مباشرة، الذي وقع في اليوم التالي (جمعة الشهداء)، حين اتصل بالوالدة (زوجته)، وبجدي وجدتي من الوالدة (عمه وعمته)، وبأشقائه وشقيقاته وأبناء عمومته، موضحاً أنه اتصل في الليلة الأخيرة بعدد كبير من أهله وأقاربه وأنسابه، في محاولة على ما يبدو لوداع أكبر ممكن، ووصل أرحامه للمرة الأخيرة، والاطمئنان على أحوالهم والسلام عليهم، وذلك قدر استطاعته، بسبب ضغط الوقت والكم الكبير من الاتصالات. ابن الرمس عريس الجنة كان على وشك الزواج وعائلته تبحث له عن عروس قبل استشهاده الشهيد سلطان بن نغر الشحي، 32 عاماً، من منطقة الرمس، نحو 12 كيلومتراً شمال مدينة رأس الخيمة، هو الثالث بين 10 أشقاء، 6 شباب ذكور، و4 بنات. الوالدة نحو 55 عاماً، ووالده حوالي 60 عاماً. لم يتزوج الشهيد، كما قال شقيقه، بصوت يقطعه البكاء، لكنه على وشك الزواج، ووالداه وأسرته كانوا يخططون ويعدون العدة لذلك، وشرعت العائلة بالفعل في البحث للشهيد عن عروس، قبل أن يباغتها القضاء والقدر، لترتضيه وترجوه شهيداً عند الله، سبحانه وتعالى، عسى أن يزوجه من الحور العين. سيف، شقيق الشهيد، أضاف: اتصالنا الأخير معه كان الأربعاء الأخيرة قبل جمعة الشهداء، مشيراً إلى أن أخلاق الفقيد كانت تدل عليه، من أجملها حرصه على ألا ينقص منزل والديه وأشقائه شيء. آخر كلمات الشهيد، قالها لوالدته أن تسلم له على أشقائه وشقيقاته وخالاته وأقاربه. عاش يتيماً واختار العسكرية الشهيد سليمان جاسم علي البلوشي، من منطقة دهان في مدينة رأس الخيمة، 24 عاماً، أصغر أشقائه سناً، من الذكور أو الإناث، من إجمالي 9 أشقاء، له ابنان، بنت وولد، مهرة(عامان)، حشر(6 أشهر). عرف الشهيد البلوشي مذاق اليتم مبكراً، إذ فقد والده وهو صغير، في السابعة من عمره تقريباً، ليعيش لاحقاً محروماً من حنان الأب، لتكون بقية رحلته القصيرة في الحياة تحت جناح والدته، التي فجعت، بدورها بفراقه وهي على قيد الحياة، لها من العمر حالياً 62 عاماً. فقدان الأب خالد جاسم علي البلوشي، 36 عاماً، شقيق الشهيد سليمان البلوشي، الذي ولد وعاش في رأس الخيمة، قال: إن الشهيد اختار الحياة العسكرية وانخرط فيها، وقدم وجاد بروحه في نهاية المطاف. مضيفاً أن شقيقه كان محبوباً في محيطه الاجتماعي، من الأقارب والجيران والأصدقاء، لم يغضب أحدا أو يفتعل أي مشكلة مع أي منهم طوال حياته، ويمكن وصفه بأنه اجتماعي من الدرجة الأولى. سيل التعازي شقيق الشهيد قال: إن العائلة تلقت كماً هائلاً من الاتصالات، لتعزيتها باستشهاد فلذة كبدها، من قبل المواطنين وأبناء الجنسيات الأخرى المختلفة، بعضها قادمة من لندن، فرنسا، ألمانيا، وأوكرانيا، بعد انتشار نبأ استشهاده، رحمه الله، فيما فوجئ هو شخصياً بالانتشار الكبير والواسع لصور شقيقه في مواقع التواصل الاجتماعي، كـالأنستغرام والفيس بوك وسواهما، بعد ذيوع خبر استشهاده، ما يدل على حب الناس واللحمة الوطنية في الظروف الراهنة، التي تواجهها الإمارات والمنطقة. جنود الوطن خالد البلوشي أكد أن استشهاد شقيقه على تراب اليمن، فداء للوطن، فخر للعائلة برمتها، كما أن قافلة الشهداء برمتها من أبناء الإمارات هي فخر لكل إماراتي ومقيم على أرض الدولة، مشدداً نحن جميعاً عيال زايد وجنود الإمارات، متى ما طلبنا الوطن، نحن على أهبة الاستعداد، ترخص له الروح ودماؤنا. أخلاق رفيعة قال وليد أحمد حاجي، ابن خالة الشهيد، 41 عاماً: إن سليمان كان قمة في الطيبة والتواضع، حسب وصفه، وكان كما لو أن اليتم المبكر كسر في داخله شيئاً، وهو يعيش يتيماً، الأمر، الذي عرفه وعايشه ابن خالته عن قرب، رغم فارق السن بينهما، حيث يقع بيت الشهيد مقابل بيت خالته الباب للباب كما يقول وليد حاجي، الذي أشار أيضا إلى ذكريات عديدة جمعته مع (شهيد الواجب الوطني)، أبرزها وأجملها أيام المدرسة. المرة الأخيرة كانت المرة الأخيرة، التي سمعت فيها عائلة الشهيد البلوشي صوته، من خلال برنامج الواتس أب على الهاتف المتحرك، في اتصال أخير أجراه مع زوجته وشقيقته الأصغر، ليلة الخميس قبل الماضي، الثالث من سبتمبر/ أيلول الحالي، أي قبل يوم من الحادث الإرهابي، الذي أودى بحياة شهداء الإمارات، في موكبهم الأخير في الجمعة الحزينة. ووفقاً لشقيق الشهيد، كان حديث شقيقته معه بواسطة الواتس أب قبل 6 ساعات من الحادث، الذي استشهد فيه مع رفاق السلاح وأبناء الوطن من أبطال القوات المسلحة. ذوو وأقارب الشهيد قالوا: إنه أوصى زوجته بوالدته وعياله، بأن تتعهدهم بالرعاية والتربية والإحسان، لتكون وصيته الأخيرة، قبل أن يفارق الحياة شهيداً باراً بوالدته وأسرته ووطنه على ثرى اليمن. وطلب السماح من أشقائه، فرداً فرداً، كما لو كان يشعر بدنو أجله. سيرة طيبة وشهامة عبدالله أحمد راشد البايض الشميلي، 32 عاماً، من منطقة شمل، 10 كيلومترات شمال مدينة رأس الخيمة، متزوج وأب لثلاثة أطفال، تتراوح أعمارهم بين عام واحد و8 أعوام. راشد أحمد البايض الشحي، شقيق الشهيد عبدالله، قال: إن المكالمة الهاتفية الأخيرة للشهيد كانت مع شقيقه، مساء الخميس قبل الماضي، وقبل ساعات معدودة من الحادث، مؤكداً أنه وأشقاءه الآخرين على أهبة الاستعداد للتضحية بالدم والروح، دفاعاً عن الإمارات والدين، ونصرة للمستضعفين، وتجاوبا مع نداء الواجب الوطني وتوجيهات القيادة الرشيدة. وللشهيد الشميلي 4 أشقاء ذكور و9 إناث. وكان يحظى بسمعة طيبة ومكانة كبيرة بين أقاربه ومعارفه، فيما كان محافظاً على صلاة الجماعة في المسجد، بحسب شقيقه. عبدالله سالم الشميلي، من أهالي بلدة الشهيد أكد أن الشهيد عبدالله الشميلي كان رجلاً شهماً ومتعاونا جداً مع أصدقائه وأبناء المنطقة والأهالي جميعاً، يحب مساعدة الناس وخدمتهم، ووصلهم والمشاركة في أفراحهم وأتراحهم، مؤكداً أن الشهيد مشهود له بالمحافظة على الصلوات الخمس جماعة في المسجد، بما فيها صلاة الفجر، ووصفه بالإنسان الطيب بصورة لافتة تستحق التأمل. فضائل الشهيد عبدالله الشميلي قال: إن الشهيد لم يكن يتوانى أو يتردد للحظة إذا احتاجه صديق أو قريب أو سواهما، تجده يقف بجانبه، عرف عنه أيضاً بأنه بار بوالديه، لافتا إلى أن من أبرز فضائل شهيد الوطن أنه كان مخلصاً في عمله، ومخلصاً لوطنه. ونحتسبه عند الله، سبحانه وتعالى، شهيداً وفي الفردوس الأعلى. الموت شهيداً من آخر ما قاله الشهيد البطل راشد المشورب لعائلته، وحمل معاني بعيدة المدى ودلالات ثرية، وفقاً لابنه حمد: الناس تموت في حوادث وعلى أسرتها، لكن الموت شهيداً أفضل، وله أجر عظيم عند الله، تبارك وتعالى، وهو ما تحقق له. عن والده الشهيد، قال حمد أيضاً: إنه صاحب خير وإحسان مع الناس، كان يحب مساعدة الآخرين، ومن يطلب منه شيئاً يسارع إلى تلبيته بلا تردد، من مال أو سواه من مساعدات مادية ومعنوية واجتماعية، ما في جيبه ليس له، سواء مع أبنائه أو أهله وأقاربه والناس جميعاً، لو طلب منه أحد مساعدة يعطيه كل ما في جيبه، مؤكداً كل الناس تذكره بالخير، والحمد لله. أريد الشهادة كلمات موحية، قالها شهيد الإمارات، سلطان بن نغر الشحي لرفاقه، وهم على أرض المعركة في اليمن، قبل ثلاثة أيام من استشهاده، خلال جلسة شاي، وفق ما ذكر زملاؤه لأهله، إذ قال لهم: أبغي (الشهادة) على هذه الأرض.