كلمات ما زالت جدران الأمم المتحدة تحتفظ بصداها حتى الآن.. «لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون مع بندقية ثائر.. فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي».. هذه أولى صيحات الختيار الراحل ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974.. من هناك بدأ الحلم.. لكنهم أسقطوا غصن الزيتون وصادروا البندقية ولاحقوا الثائر حتى غرفته المظلمة في رام الله ليدسوا السم وينتهي «أبو القضية» شهيدا كما تمنى بالقول «يريدونني قتيلا لكنني شهيد شهيد». مات أبوعمار لكن الحلم لم يمت، رحل الختيار «عقدة إسرائيل» لكن الحلم تحقق.. علم فلسطين يرفرف شامخا بلون الدم والتضحيات أمام الأمم المتحدة وكل المباني، من الآن فصاعدا سيكون الدم الفلسطيني في كل مكان، سيلاحق السفاحين أينما وطأت أعلامهم، ويسرق الأضواء أينما ارتفع.. هو اليوم أكثر الأعلام تكلفة في تاريخ الأمم.. علم تكلفته سبعة وستون عاما من النضال.. تكلفة تفوق تكلفة الأعلام. غادرنا أبوعمار وهو يتوق إلى تلك اللحظة، لحظة العلم المرفوع في سماء نيويورك، غادر وفي قلبه الأمل الذي حمله الفلسطينيون إلى نيويورك.. أعاد إلينا هذا الحلم الأمل في عودة فلسطين.. فلسطين التي أرادها عرفات من النهر إلى البحر.. إن الأحلام لا تموت بموت أصحابها.. ما دامت القضية حية.